للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وقال الحسن بن عمر بن حبيب في "تذكرة النبيه" (٣/ ٨٩) عنه: "وتصدى لشغل الطلبة في أصناف العلم من تفسير وفقه وأصول ونحو وبيان ومنطق وجدل وفرائض وحساب، وجبر ومقابلة ومعقول ومنقول، وانتفع الناسُ به، ومكث على هذا سنين، ولم تقتصر الإفادة منه على طلبة العلم وإنما جلس للفتوى" وقال ابن تغري بردي في "النجوم الزاهرة" (١٠/ ١٤٥) عن صاحبنا: "كان فقيهًا عالمًا بارعًا، أفتى ودرّس سنين".

وقال عنه الذهبي -فيما نقل ابن السبكي وابن قاضي شبهة في "طبقاته" (٣/ ١٨٨) وابن العماد (٦/ ١٤٩) وغيرهم-: "كثير التلاميذ"، وقال السيوطي في "حسن المحاضرة" (٢/ ٤٧٢): "تخرج به فضلاء القاهرة"، ومما يدل على كثرتهم تصدره بالتدريس في (المدرسة الحسامية)، وسبق أن ابن الملّقن تتلمذ عليه فيها، وستأتي كلمة مطوّلة عنها.

وقد قصد صاحبنا كبار العلماء، للاستفادة منه، والأخذ عنه، ولكنه كان خيِّرًا صالحًا متواضعًا، لا يهجم على تدريس ما لم يتقنه. ولذا ذكر الصفدي في "أعيان العصر" (٣/ ٤٠٩ - ٤١٠) مشاهدًا إقبال الطلبة عليه: "أخذ عنه جماعة وانتفعوا وترَقَّوا من حضيض الجهل وارتفعوا، وأقرأ الناس المنقول والمعقولَ، وتفرَّد بفنونه، فلو شاء لم يَدع قائلًا يقول، وحضرتُ دروسه للطلبه، وسمعتُ عبارته إلّا أنها في عجمتها تُوْرِدُ من الدُرّ مُخشلبه، واعترف المشايخ بفضله، وأصاب الأغراض والشواكل (١) بنبال نَبْله.

ولم يزل بمصر على حاله إلى أن سكنت تلك العبارات، وبطلت تلك الإشارات.


(١) هي الفرق المتشعبة عن الطريق الأعظم.

<<  <   >  >>