للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وتوجّهتُ إليه يومًا، وهو بالمدرسة الطرنطائية، ومعي كتاب "كشف الحقائق" لأثير الدين الأبهري (١)، وطلبت الاشتغال فيه عليه فقال: ما عندي عليه شرح، وكلامه عَقِد، ففارقته، وسمعت غير واحد من المصريين أنّه أقرأ "الحاوي" من أوله إلى آخره في شهر واحد تسع مرات (٢).

وكان يشغل في هذه العلوم التي ذكرها كلها، وعلى الجملة، فكان في عصره عديم النظير".

وقال عنه ابن رافع في "الوفيات" (٢/ ١٧): "درَّس وأفتى"، وسبق عنه أنه درس أيضًا في (المدرسة الطرنطائية)، فقال: "ودرّس بالطرنطائية، وناظر وكثرت طلبته". ودروسه كانت تشمل جميع العلوم، فقال في "الوفيات" (٢/ ١٧):

"وشغل الناس بالعلم على أصنافه من تفسير، وفقه، وأصول، ونحو، وبيان، ومنطق، وجدل، وحساب، وجبر، ومقابلة، ومعقول ومنقول". وقال السيوطي في "بغية الوعاة" (٢/ ١٧١): "فانتفع به الناس،


(١) (ت ٦٦٣ هـ) انظر "كشف الظنون" (٢/ ١٤٨٩).
(٢) في مطبوع "طبقات ابن قاضي شهبة" (٣/ ١٨٩) و "الدرر" (٣/ ٧٣): "سبع مرات" وزادا: "وكان يرويه عن علي بن عثمان عن مصنّفه"، وفيه أيضًا (٣/ ٧٣ - ٧٤) وفي "شذرات الذهب" (٦/ ١٤٩) نقلًا عن الذهبي: "وأقرأ "الحاوي" كله في نصف شهر، فراوه عن شرف الدين علي بن عثمان العفيفي عن مصنفه".
قلت: ولا يبعد تكرر الإقراء كما هو معلوم، ثم وجدت عبارة الذهبي في "تاريخ ابن قاضي شهبة" (١/ ٤٦٧ - ٤٦٨) وفيه: "العَقيقي" بدل "العفيفي" وسبق على وجه ثالث "العتقي"! فليحرر بالنظر في "تاريخ ثغر عدن" (ص ١٨٥)، "تحفة الزمن" (١/ ٤٦٦).

<<  <   >  >>