للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

فعلل قوم (١) رواية لفظ المذكور لما رأوا أن الأكثرين قالوا: "وكانوا يستفتحون القراءة بالحمد لله رب العالمين"، من غير تعرض لذكر البسملة (٢)، وهو المتفق عليه في "الصحيحين" (٣)، ورأوا أن مَنْ رواه بلفظ المذكور رواه بالمعنى الذي وقع له، فهم من (٤) قوله: "كانوا يستفتحون بالحمد لله": كانوا لا يبسملون! فرواه على ما فهم وأخطأ، لأنَّ معناه أن السورة التي كانوا يستفتحون بها من السور هي الفاتحة، وليس فيه التعرّض لذكر البسملة.

[[علة غير قادحة]]

وقد تكون العلةُ غيرَ قادحةٍ (٥)، كإرسال مَنْ أرسل الحديثَ الذي أسنده الثقةُ الضابط، ولذلك قيل: من أقسام الصَّحيح، ما هو صحيح


(١) منهم: الدارقطني (١/ ٣١٦) والبيهقي (٢/ ٥١) كل منهما في "السنن".
(٢) أفاد الدارقطني أن المحفوظ عن قتادة من رواية عامة أصحابه عنه: "كانوا يفتتحون القراءة بالحمد لله رب العالمين" قال: "وهو المحفوظ عن قتادة وغيره عن أنس" وفصل في ذكر الطرق، وكذلك فعل البيهقي، وينظر "المجالسة" للدينوري (٣٥٦٩) وتعليقي عليه.
(٣) أخرجه البخاري (٧٤٣) ومسلم (٣٩٩)، واعتنى العلماء عناية قوية بطرق حديث أنس، وأفرد الخطيب أحاديث المسألة بجزء، طبع مختصره للذهبي، وفي الباب عدة مصنفات، انظرها في "معجم المصنِّفات المطروقة" (١/ ٢٣١).
(٤) في الأصل: "في"!
(٥) هذا القسم يأباه من يشترط تأثير العلّة، ومثاله على وزان كلام المصنف: وجود حديث مدلس بالعنعنة، فإن ذلك علة توجب التوقف عن قبوله، فإذا وجد من طريق أخرى صرح فيها بالسماع، تبيَّن أن العلة غيرُ قادحة، وهكذا إذا وقع اختلاف في الإسناد بين الرواة، وهذا يوجب التوقف، فإن أمكن الجمع، تبيَّن أن العلة غير قادحة.

<<  <   >  >>