قلت: يا ليته فعل! فالأمثلة المتقدمة تدلل على ذلك بوضوح، ويزيده ظهورًا ما جعله (متابعات) و (شواهد). فهو لم يقم على أصل سليم، ووقع فيه (بلبلة) و (اضطراب)، ومن المعلوم أن مقصد عبد الباقي ترقيم الكتب والأبواب والأحاديث لتتطابق مع "المعجم المفهرس لألفاظ الحديث" الذي وضعه د. آبي فنسنك. وبمقارنة الجدول الذي وضعه في (ص هـ) في مطلع كتابه "مفتاح كنوز السنة" من ذكره لعدد الأحاديث في كل كتاب من كتب "صحيح مسلم" مع ترقيم محمد عبد الباقي نجد فروقًا تدلل على (اضطراب) و (بلبلة)، مثل (كتاب النكاح) فعدد أحاديثه عند عبد الباقي (١٤٣) حديثًا، بينما عند فنسنك (١١٠) أحاديث، و (كتاب الرضاع) عند الأول (٦٣) حديثًا، بينما عند الآخر (١٣٤) حديثًا، و (كتاب الطلاق) عند الأول (٦٧) حديثًا، بينما عند فنسنك (٣٢) حديثًا، و (كتاب الفرائض) عند عبد الباقي (١٧) وعند الآخر (٢١) حديثًا. بينما نقص ترقيم عبد الباقي حديثًا واحدًا عن ترقيم الآخر في كل من الكتب: (الجنائز) و (العتق) و (الذكر والدعاء) و (التوبة). وأخيرًا، بقي بعد هذا كلِّه: معرفة عدد ما في "صحيح مسلم" من الأحاديث بالمكرر، وهذا سهل، ويمكن ضبطه، ذلك لما كان الشيخ محمد فؤاد عبد الباقي قد وضع رقمًا للحديث يدل على موقعه في الكتاب الذي فيه - وتَسَلْسَل هذا الرقم في الكتاب الواحد -؛ سهل تجميع عدد أحاديث كل كتابٍ، وبجمْعِ هذه الأعداد يكون عددُ ما في "صحيح مسلم" من الأحاديث المكررة (٥٧٧٠) حديثًا، عدا أحاديث المقدمة، وفيها سبعة أحاديث أصول في عد الشيخ محمد فؤاد رحمه الله تعالى. إلا أن الترقيم الذي وضعه الشيخ محمد فؤاد للأحاديث الأصول في الباب =