للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

[الحسن عند ابن الصلاح]:

٣٣ - قال الشيخ تقي الدّين: "ليس فيما ذكره الترمذي والخطابي ما يتميز به الحسن عن الصحيح، وقد اتضح لي من استقراء كلامهم أن الحسن قسمان:

أحدهما: أنه لا يخلو رجال إسناده من مستورٍ لم تتحقَّق أهليتُه، وليس مغفَّلًا كثيرَ الخطأ فيما يرويه، ولا ظهر منه تعمّدُ كَذِبٍ في الحديث، ولا يكون سبب آخر مفسِّق، وعرف متن الحديث بأن روي مثله من وجه آخر حتى اعتضد بمتابعة أو اعتضد بما له شاهد، وهو ورود حديث آخر نحوه؛ فيخرج بذلك عن أن يكون منكرًا، وكلام الترمذيِّ يُنزَّلُ على هذا القسم" (١).

[تعقب ابن الصلاح]:

قلت: سيبيِّنُ أنَّ روايةَ من لم تتحقَّق أهليته مردودة، كيف يجعل ما يرويه من قسم الحسن، ويُنزِّلُ كلامَ الترمذي على هذا، وليس في كلامه ما يُشعِرُ به، والله أعلم (٢).

القسم الثاني: "أن يكون رواتُه من المشهورين بالصِّدقِ والأمانةِ، غير أنه لم يبلغ درجةَ رجال الصحيح في الحفظ والإتقان، ومع ذلك يرتفع حاله عن حال مَن يعدُّ حديثه منكرًا إذا انفرد، وعلى هذا القسم


(١) "المقدمة" (ص ٣٠ - ٣١).
(٢) لم يسلم كلام ابن الصلاح من مناقشة؛ تجد ذلك في "إصلاح كتاب ابن الصلاح" (ق ١١/ ب - ١٥ ب)، و"نكت الزركشي" (١/ ٣١٣)، "التقييد والإيضاح" (٤٧)، "الشذا الفياح" (١/ ١٠٨)، "نكت ابن حجر" (١/ ٤٠٦)، وينظر لما ذكره المصنف "توضيح الأفكار" (١/ ١٦٧ - ١٦٨).

<<  <   >  >>