للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

ثبت، أو حُجَّة، أو ثقة ثقة - بالتَّكرير -، وهو ممن يحتجُّ به، وكذا إذا قيل في العدل: إنه حافظ ضابط.

الثانية: وهي أدنى من الأولى: أنْ يُقال: إنه صَدوق، أو محلُّه الصِّدق (١)، أو لا بأس به، فهو ممن يكتبُ حديثهُ، ويُنظر فيه، لأنَّ هذه العبارة لا تشعر بالضَّبط، فيختبر حتى يعرف ضبطُه، وقد تقدَّم بيان الاعتبار.

وجاء عن عبد الرَّحمن بن مَهدي القدوة في هذا الفن: "حدثنا أبو خلدة، فقيل: أكان ثقة؛ قال: كان صدوقًا وكان مأمونًا وكان خيِّرًا، الثقة شعبة وسفيان" (٢).


= قبل هذه هي أرفع منها، وهي أن يكرر لفظ التوثيق المذكور في الدرجة الأولى إما باللفظ بعينه، كقولهم: ثقة ثقة، أو مع مخالفة اللفظ الأول، كقولهم: ثقة ثبت أو ثبت حجة أو نحو ذلك، وهو كلام صحيح لأن التأكيد الحاصل بالتكرار لا بد أن يكون له مزية على الكلام الخالي عن التأكيد والله أعلم. قاله العراقي في "التقييد والإيضاح" (١٥٧) ونبه عليه المصنف في "المعيار" وسيأتي كلامه، والحق بها السيوطي في "تدريب الراوي"١/ ٥٧٥ - ط طارق) غيرها، قال: "قلت: ومنه "لا أحد أثبت منه" و"مَنْ مثل فلان! " و"فلان لا يُسأل عنه"، ولم أر من ذكر هذه الثلاثة، وهي في ألفاظهم".
وانظر "نكت الزركشي على مقدمة ابن الصلاح" (٣/ ٤٣١).
قال أبو عبيدة: ومن ألفاظ هذه المرتبة: "أمير المؤمنين في الحديث"، "أوثق الناس".
ومما ينبغي أن يذكر هنا أن (الحجة) أقوى من (الثقة)، ففي "سؤالات الآجري": "سألت أبا داود عن سليمان ابن بنت شرحبيل. فقال: ثقة يخطئ كما يخطئ الناس. قلت: هو حجة؟ قال: الحجة أحمد بن حنبل". انظر "التهذيب" (٤/ ٢٠٧ - ٢٠٨).
(١) زاد في "المعيار" (١/ ٣٨) عليه: "وعدَّ صاحب "الميزان" فلان ثقة - من غير ضميمة - من الثانية، وصدوق من الثالثة، ولا مشاحة في الاصطلاح".
(٢) أسند مقولة ابن مهدي: ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (٢/ ٣٧) =

<<  <   >  >>