ونقل - قبل - كلامَ ابن مكيِّ الصَّقَلِّي في كتابه "تثقيف اللسان" (ص ٥٤)، قال: (ويقولون - يعني العوام - فِهْرَسَة الكتب (رأيت في النسخة الفاء والراء مكسورتين قال:) فيجعلون التاء فيه للتأنيث، ويقفون عليها بالهاء، قال: "والصواب فِهْرِسْت بإسكان السين" - (أي: وكسر الفاء والراء) قال: "والتاء فيه أصلية ومعناه جُملة العدد، وهي لفظة فارسية" قال: "واستعمل الناس منه فِهْرسَ الكُتب فِهرسَةً مثل دحرَجَ دحرَجَةً، فالفِهرسْت: اسم جُملة المعدود والفَهْرَسَة: المصدر ومثل الفَهْرَسَة الفَذْلَكَة يقال: فذلكت الحِسَاب إذا وقفت على جملته، وهو من قول الإنسان إذا كتب حسابه، وفرخ منه فذلك كذا" انتهى. قلت: ويقرب منها الكَذْلَكَة، وهي: إذا كتب المفتي أو المجيز أو الشاهد ثم اقتصر عليها كتب أو قال: كذلك أقول أو أشهد. وقد ذكر هذه اللفظة صاحب "القاموس" ٢١/ ٢٤٧ أو ٤/ ٢١١ - مع "التاج"] في مادة "فهرس" من باب السين فقال: "الفِهْرِسُ - بالكسر - الكتاب الذي تُجمع فيه الكتب، مُعَرَّب فِهْرِست، قال: وقد فَهْرَس كتابه" انتهى"، ثم قال الناجي (١/ ١٥٠): "وقد وقع للشيخ محيي الدين النووي في "علوم الحديث" وقبله لابن الصَّلاح في الإجازة: "أجزتُ لكَ الكتاب الفلانيَّ أو ما اشتملت عليه فَهْرَسَتي هذه". وهي صريحة في التأنيث، فالنووي قفد ابن الصَّلاح، ومَنْ بعد النووي قلدوه في التعبير بهذه العبارة المعترضة بعينها، وقد عُلِم ما فيها، وفوق كلّ ذي علم عليم، ولم يحط بالأشياء كلها إلَّا الله سبحانه". ثم بيَّن خطأ ابنَ الصلاح ومن تبعه، ومنهم المصنف في قوله: "اشتملت عليه فَهْرَستي" فقال (١/ ١٥١): =