قلت: الكتابَةُ بالحُمْرَةِ أحْسَنُ لأنه قد يمزجُ بحرفٍ واحدٍ، وقد تكونُ الكلمةُ الواحدةُ بعضُها متْنٌ، وبعضُها شرح، فلا يوضحُ ذلك بالخطِّ إيضَاحَهُ بكتابة الحُمرةِ، ونحو ذلك واقِعٌ كثيرًا في المخطوطات. وكذلك لا بأسَ بالحُمْرَةِ في الرموزِ لنحو ما مَرَّ ولأنواعٍ ولغاتٍ وأعدادٍ ونحوِ ذلك، وقد رَمَزَ بالأحمرِ جماعَةٌ من المحدِّثين والفقهاءِ والأصُوليين وغيرِهم لقصدِ الإيضَاحِ مع الاختصارِ، فإنْ لم يكُنْ ما ذكرْنَاهُ من الأبواب والفصولِ والتراجِمِ ونحوِها بالحُمْرَةِ أتى بما يمِيزُه عن غيرهِ من تغْليِظِ الَقَلمِ وطُولِ المَشقِ واتحادِهِ في السَّطْرِ ونحوِ ذلك ليسْهُلَ الوقوف عليهِ عندَ قصْدِهِ، واللهُ سُبْحانه وتعالى أعْلَمُ بالصَّوابِ، انظر "الدر النضيد" (٤٦٥ - ٤٦٦). (٢) "الإلماع" (١٧٤)، وانظر "آداب المعلمين" لمحمد بن سحنون (٨٧). (٣) أخرجه القاضي عياض في "الإلماع" (١٧٣) ومحمد بن سحنون في "آداب المعلمين" (٨٨)، وانظر: "نكت الزركشي" (٣/ ٥٨٩ - ٥٩١)، "توجيه النظر" (٢/ ٧٩٠ - ط المحققة)، كتابي "المروءة وخوارمها" (٤٢ - ط الثانية).