ثم أردفه من طريق الزهري عن أبي سلمة وحده به، وبلفظه دون "ولا طيرة"، ليعلمك أنها من غير طريق أبي سلمة، وهكذا. (١) بمعنى: إن حاصل ما فعله الزهري أن جميع الحديث عن مجموعهم لا أن مجموعه عن كل واحد منهم، ولا يعلم من مجرد السياق القدر الذي رواه منه كل واحد من المسمَّين. انظر "فتح المغيث" (٢/ ٢٧٠). (٢) لأنك إنْ حذفت أحدهما من الإسناد، وأثبتَ جميع الحديث، فقد زدت على بقية الرواة ما ليس من حديثهم، وإنْ حذفتَ بعضَ الحديث، لم يعلم أن ما حذفته هو رواية من حذفتَ اسمه، فيجب ذكر جميع الرواة، نعم، لو حذفت اللفظ الذي انفرد به أحدهما، وأسقطت ذكره، لجاز. وانظر: "التبصرة والتذكرة" (٢/ ١٩٩)، "فتح المغيث" (٢/ ٢٧١)، "المنهل الروي" (١٠٥)، كتابي "البيان والإيضاح" (١٠٩).