(١) دليله: ما روي في المرفوع: "كل أمر ذي بال لم يبدأ فيه ببسم الله الرحمن الرحيم فهو أقطع" أخرجه الخطيب في "الجامع" (٢/ ١٦٩) والرُّهاوي في "الأربعين" ومن طريقه ابن السبكي في "طبقات الشافعية" (١/ ١٤ - ١٥). وانظر "الأجوبة المرضية" (١/ ١٩١). ولفظة البسملة فيه لم تثبت قط، وأغرب العراقي في "تخريج الإحياء" (١/ ٢٤١) في عزوها لأبي داود والنسائي وابن ماجه وابن حبان، فالحديث عندهم بلفظة "الحمد" بدل "البسملة"، وأخطأ المناوي في "فيض القدير" (٥/ ١٤) لمَّا عزاه للخطيب في "تاريخ بغداد" بلفظة البسملة، قال أحمد الغماري في رسالته "الاستعاذة والحسبلة ممن صحح حديث البسملة" (ص ١٢): "ووهم من عزاه له في "التاريخ" فقد قرأته من أوله إلى آخره، فلم أره فيه" وصححه بلفظة "الحمدلة" وذهب إلى وضع وكذب لفظ "البسملة" وتابعه عليه د. عبد الغفور البلوشي في مقالة نشرت في مجلة "البحوث الإسلامية" العدد (٣٩) عام ١٤١٤ هـ، ثم طبعه في رسالة مستقلة بعنوان "تفصيل المقال على حديثٍ كل أمر ذي بال"، ورد عليهما الأستاذ الشيخ عبد الرؤوف بن عبد الحنان في "أحسن المقال في تخريج حديث كل أمر ذي بال" وضعف لفظه "الحمدلة" أيضًا. قلت: ضعفها أبو داود في "سننه" (٤٨٤٠) عقب روايته له، وكذلك فعل الدارقطني في "علله" (٨/ ٢٩) والنسائي كما في "التحفة" (١٣/ ٣٦٨ - ط الهندية) وهو الذي مال إليه ابن حجر في "نتائج الأفكار" (٣/ ٢٨٢) وفي "الفتح" (١/ ٨ و ٨/ ٢٢٠) وفي "التلخيص الحبير" (٣/ ١٥١)، والسخاوي في "الأجوبة المرضية" (١/ ٢٠٠ - ٢٠٢) وجزم بضعف لفظة (الحمدلة) شيخنا الألباني في "تمام المنة" (٣٣٣) و"الإرواء" (١/ ٢٩ - ٣٢). فهذا الحديث لم يثبت لا بلفظ (البسملة) ولا (الحمدلة)، ويبقى الثابت خطبة الحاجة، كما أومأنا إليه في التعليق على (ص ٦٤٣)، فانظره هناك، تولى الله هداك، وفيها الحمدلة بصيغة محصورة مخصوصة، والله الموفق.