ونقل الميموني -كما في "تهذيب الكمال" (٨/ ٢٨٧) - أن أحمد سئل: "رأى خلف بن خليفة عمرو بن حريث؟ فقال: لا، ولكنه عندي شُبِّه عليه حين قال: رأيت عمرو بن حريث، هذا ابن عيينة وشعبة والحجاج لم يَروا عمرو بن حريث؛ يراه خلف؟ ما هو عندي إلا شُبِّه عليه". (٢) قال السخاوي في "فتح المغيث" (٣/ ١٤٦): "لم يتعرض ابن الصلاح وأتباعه لحكم التابعين في العدالة وغيرها، وقد اختلف في ذلك. فذهب بعضهم إلى القول بها في جميعهم، وإن تفاوتت مراتبهم في الفضيلة متمسكًا بحديث: "خير الناس قرني .. " إلخ. والجمهور على "خلافه فيمن بعد الصحابة، وأنه لابد من التنصيص على عدالتهم كغيرهم، قالوا: والحديث محمول في القرنين بعد الأول على الغالب والأكثرية، لأنه قد وجد فيهما من وجدت فيه الصفات المذمومة لكن بقلة في أولهما، بخلاف من بعده؛ فإن ذلك كثر فيه واشتهر. وكان آخر من كان في أتباع التابعين ممن يقبل قوله من عاش إلى حدود العشرين ومئتين" انتهى بتصرف. بقي التنبيه على أن ابن الملقن في "المقنع" (٢/ ٥١٥) نقل هذه الفائدة عن المصنف، ولم يشر إلى ذلك.