"وفيه نظر من حيث أن البخاري لم يصرح في "صحيحه" بروايته عن عبد الله بن حماد الآمُلِيِّ وإنما روى في "صحيحه" عن عبد اللَّه غير منسوب حديثين: أحدهما: عنه عن يحيى بن معين، والآخر: عنه عن سليمان بن عبد الرحمن وموسى بن هارون البرقي، فظن بعضهم أنه عبد الله بن حماد الآمُلي فذكره الكلاباذي في "رجال البخاري". قال المزي: ويحتمل أن يكون عبد الله بن أبي القاضي الخوارزمي، انتهى. ويؤيد هذا الاحتمال أن البخاري روى عنه في كتاب "الضعفاء الكبير" عدة أحاديث عن سليمان بن عبد الرحمن وغيره سماعًا وتعليقًا، والله أعلم". قال أبو عبيدة: صرح البخاري في الحديث الأول بـ (الآمُلِي) فقال: في (مناقب الأنصار) (باب إسلام أبي بكر الصديق - رضي الله عنه -) (رقم ٣٨٥٧): "حدثني عبد اللَّه بن حَماد الآمُلي" هكذا وقع في رواية أبي ذر الهروي منسوبًا، ولم ينسب في رواية ابن السكن فوقع "عبد الله بن محمد" لا "حماد" فتوهم أبو علي الجياني في "تقييد المهمل" (٣/ ٩٩٤) أنه أراد (السندي)، فقال: "لم يصنع شيئًا"! ثم أسند من طريق الهروي عن السكّري قال غير مرة: نا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي عن ابن معين". قال ابن حجر في "هدي الساري" (ص ٢٤٦) متعقبًا قوله "لم يصنع شيئًا": "بل لصُنعه وجهٌ، فقد تقدم قبل ترجمة أن البخاري يروي عن عبد الله بن محمد عن يحيى بن معين، فذكر حديثًا غير هذا، فهذه قرينة تقوِّي ما ذهب إليه أبو علي بن السكن"! وجزم الكلاباذي في "الهداية والإرشاد" (١/ ٤٣٧) بأنه عبد الله بن حماد. وقال المزي في آخر ترجمة (ابن حماد الآمُلي): "روى البخاري حديثًا عن عبد الله عن يحيى، وحديثًا آخر عن عبد الله عن سليمان بن عبد الرحمن وموسى بن هارون البُردِي، فقيل: إنه عبد اللَّه بن حماد الآمُلي هذا، ويُحتمل أن يكون (عبد الله بن أبيّ القاضي الخوارزمي) ". قلت: وجزم بالأخير الذهبي في "السير" (١٢/ ٦١١) بمؤيدٍ آخر غير =