الأول: أنه -كما قلنا- سكن هذه المدرسة عند أول قدومه مصر.
الثاني: جدِّد له ذلك بعد وفاة بانيها من قبل ولده.
الثالث: أن أبا الحسن التبريزي درَّس في هذه المدرسة بعد وفاة المدرس بها، وقرره على ذلك ولد واقفها أيضًا.
الرابع: انتفع كثير من الطلبة بالمصنف في أثناء تدريسه في هذه المدرسة، ويكفيه فخرًا أن يكون أمثال الصفدي وابن الملقن ممن تتلمذ عليه فيها.
قال المقريزي في "السلوك"(٢/ ق ٣/ ٦٩٨) عن المترجَم: "مدرّس المدرسة الحسامية طُرنطاي بالقرافة"، قال:"وانتفع بالقراءة عليه جماعة".
وقال السيوطي في "بغية الوعاة"(٢/ ١٧١): "ولي تدريس الحسامية، وحدَّث"، فكان وقت أبي الحسن التبريزي -رحمه الله تعالى- موزعًا في هذه المدرسة بين تحديثه فيها، وتدريسه الفقه، ولا سيما "الحاوي الصغير" للقزويني، وإفتائه الناس والعامة، وتدريسه اللغة والمنطق والحساب، وكذا تدريسه كتبه التي ألفها في الحديث. وسيأتي أنه كان يدرس الأحاديث التي جمعها في الأحكام، وبيان عدم صحتها، وهذا يدلل على أثر إقباله على الحديث في علومه، وبركة ذلك عليه، وأنه لم يكن متعصبًا جامدًا، ولو حفظ لنا أثره فيما كتبه في الفقه، لزادنا ذلك وضوحًا، والله أعلم.
ومن خلال ما مضى يظهر لنا أن ما في "تاريخ ابن قاضي شهبة"(١/ ٤٦٧) عن تقي الدين السبكي فيما نقل من خطه: "وولي تدريس الخشَّابيَّة" تحريف، وأن صواب "الخشابية": "الحسامية".