للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثم يمسحُ جميعَ ظاهِرِ رأسِهِ من حدِّ الوجه إلى ما يُسمَّى قَفًا، والبياضُ فوقَ الأذُنين منهُ

وألحقَ به الشيخُ (١): كلَّ يسيرٍ مَنَعَ الماءَ، كدمٍ وعجينٍ، في أي عضوٍ كان -ومَنْ خُلقَ بلا مِرفقٍ غَسلَ إلى قدرِه في غالبِ الناسِ-

قال الشيخُ منصورٌ في "حاشيتِه على المنتهَى" (٢): ومِثلُه: ما يعلقُ بأصولِ الشعرِ من قَملٍ ونحوِه، وما يكونُ بشقُوقِ الرِّجل من الوسَخِ.

وممَّنْ (٣) يشقُّ التحرزُ منه، كأربابِ الصنائعِ والأعمالِ الشاقَّةِ من الزراعةِ وغيرِها. اختارَهُنَّ في "التلخيص"، وأطلَقَهُنَّ في "الفروع".

(ثمَّ يمسحُ جميع (٤) ظاهرِ رأسِه) بالماءِ، فلو مسحَ البشرةَ، لم يجزئ، كما لو غسلَ باطنَ اللحيةِ. ولا يمسحُ المسترسلَ، ولا يجزئُ ولو (٥) ردَّه وعقَدَه على رأسِه؛ لأنَّه ليس منه. ومعَ فقدِ شعرٍ تُمسَحُ بشرةٌ، ومع فقدِ بعضٍ يُمسَحَانِ، وإن نزلَ عن مَنبَتِه ولم ينزلْ عن محلِّ فرضٍ فمسحَ عليه، أجزأَه، ولو كان ما تحته محلوقًا. ولا يُعفى عن تركِ شيءٍ من الرأسِ بلا مسحٍ، ولو للمشقَّةِ (٦). وقال الكعبريُّ في كتابِه "المنهج": وعفَى بعضُهم عن تركِ بعضِه للمشقَّةِ. وتبعَه في "الإقناع".

وهو (مِن حدِّ الوجهِ إلى ما يُسمَّى قفَا، والبياضُ فوقَ الأذنين منه) يُمِرُّ ندْبًا


(١) مراده: الشيخ تقي الدين.
(٢) "إرشاد أولي النهى" (١/ ٦٣).
(٣) أي: ويصح الوضوء ممن يشق .. إلخ وانظر "الإنصاف" (١/ ٣٤٤).
(٤) سقطت: "جميع" من الأصل.
(٥) في الأصل: "لو".
(٦) انظر: "غاية المنتهى" (١/ ٧٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>