للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فَصْلٌ في دِيَةِ الشَّجَّةِ والجَائِفَةِ

الشَّجَّةُ: اسْمٌ لِجُرْحِ الرَّأْسِ والوَجْهِ.

وهِيَ خَمْسَةٌ:

أَحَدُهَما: المُوضِحَةُ: الَّتِي تُوضِحُ العَظْمَ وتُبْرِزُهُ، وفَيهَا نِصْفُ عُشْرِ الدِّيَةِ؛ خَمْسَة أبْعِرَةٍ،

(فَصلٌ في دِيَةِ الشَّجَّةِ والجَائِفَةِ)

أي: بَيانُ ما يجِبُ فيهما. وأصلُ الشَّجِّ: القَطعُ، ومنهُ: شَجَجتُ المفازَةَ (١)، أي: قَطَعتُها.

(الشَّجَّةُ) واحِدَةُ الشِّجَاجِ: (اسمٌ لجُرحِ الرَّأسِ والوَجهِ) فقَط. سمِّيَت بذلِكَ، لقَطعِها الجِلدَ. وفي غَيرِهما يُسمَّى: جُرْحًا لا شجَّةً.

(وهي) أي: الشجَّةُ باعتبارِ أسمائِها المنقُولَةِ عن العَرَبِ (خمسَةٌ) بالاستِقرَاءِ:

(أحدُهَا: المُوضِحَةُ: التي تُوضِحُ العَظمَ وتُبرِزُهُ) ولو بقَدرِ رأسِ إبرَةٍ. فلا يُشتَرطُ وضُوحُه للنَّاظِرِ. والوَضَحُ: البياضُ. سمِّيَت بذلِك؛ لأنَّها أبدَت بياضَ العَظمِ.

(وفِيها نِصفُ عُشرِ الدِّيَةِ) أي: دِيَةِ الحُرِّ المسلِمِ (خمسَةُ أبعِرَةٍ) لما في حديثِ عَمرِو بنِ حزمٍ: "وفي الموضِحَةِ خمسٌ مِن الإبِلِ" (٢). وعن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جدِّه مرفوعًا: "في المواضِحِ خمسٌ خمسٌ". رواهُ


(١) في الأصل: "المسافة".
(٢) أخرجه النَّسَائِيّ (٨٥٤٣). وصححه الألباني في "الإرواء" (٢٢٨٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>