للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بَابُ مِيَراثِ المَفقُودِ

مَنِ انقَطَعَ خَبرُهُ؛ لِغَيبَةٍ ظَاهِرُهَا السَّلامَةُ، كالأسر، والخُرُوجِ للتِّجَارَةِ، والسِّياحَةِ، وطَلَبِ العِلمِ، انتُظِرَ تتمَّةَ تِسعِينَ سَنَةً مُنذُ وُلِدَ، فإنْ فُقِدَ ابنَ تِسعِينَ، اجتَهَدَ الحَاكِمُ.

وإنْ كانَ ظَاهِرَهَا الهَلاكُ، كَمَنْ فُقِدَ مِنْ بَينِ أهلِهِ، أو في مَهْلَكَةٍ،

(بابُ ميراثِ المفقودِ)

مِن فَقدتُ الشيءَ، أفقِدُهُ فَقدًا، وفْقْدانًا، بكَسرِ الفاءِ وضَمِّها. والفَقدُ: أن تطلبَ الشيءَ، فلا تجدُه.

والمرادُ به هنا: مَن لا تُعلمُ له حياةٌ ولا موتٌ؛ لانقطاعِ خبرِه. وهو قسمانِ:

أحدُهما: (مَن انقطعَ خبرُه؛ لِغَيبَةٍ ظاهرُها السَّلامةُ) أي: بقاءُ حياتِه (كأَسرٍ (١)، والخروجِ للتجارةِ، والسِّياحةِ، وطلبِ العلمِ، انتُظِرَ تتمَّةَ تسعينَ سنةً منذُ وُلدَ) لأنَّ الغالبَ أنَّه لا يعيشُ أكثرَ من هذا.

(فـ) ــعلى الأوَّلِ: (إن فُقِدَ ابنَ تسعينَ) سنةً (اجتهدَ الحاكمُ) في تقديرِ مدَّةِ انتظارِه.

الثاني: مَن انقطعَ خبرُه لِغَيبةٍ ظاهرُها الهلاكُ. وقد ذكرَه بقولِه: (وإنْ كانَ ظاهرَها الهلاكُ، كمَن فُقِدَ من بينِ أهلِه، أو في مهلكةٍ). قال في "المبدع": مَهلكةٌ: بفتحِ الميم واللَّامِ، ويجوزُ كسرُها، حكاهما أبو السعاداتِ. ويجوزُ ضمُّ


(١) في الأصل: "كالأسير".

<<  <  ج: ص:  >  >>