للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فَصْلٌ

والمَرَضُ غَيرُ المَخوفِ - كالصُّدَاعِ، ووَجَعِ الضِّرسِ- تبرُّعُ صَاحِبِه نافِذٌ في جَميعِ مَالِه، كَتَبرُّع الصَّحيحِ، حتَّى ولو صَارَ مخُوفًا ومَاتَ منه بَعدَ ذلِكَ.

والمَرضُ المَخُوفُ، كالبِرسَامِ، وذَاتِ الجَنْبِ، والرُّعَافِ الدَّائِمِ، والقِيَامِ المُتدَارِكِ،

(فصلٌ)

(والمرضُ غيرُ المخوفِ - كالصُّدَاعِ) أي: وجَعِ الرَّأسِ (و) كـ (وجعِ الضِّرسِ- تبرُّعُ صاحبِه) أي: صاحبِ المرضِ غيرِ المخوفِ (نافذٌ) أي: صحيحٌ (في جميعِ مالِه، كتبرُّعِ الصحيحِ) لأنَّه في حكمِ الصحةِ؛ لكونِه لا يُخَافُ منه في العادةِ، (حتى ولو صارَ) المرضُ (مخوفًا وماتَ منه بعدَ ذلك) كعطيَّةِ صحيحِ، تصحُّ من جميعِ مالِه.

(والمرضُ المخوفُ: كالبِرسَامِ) بكسرِ الموحدةِ، وهو: بُخَارٌ يَرتَقِي إلى الرأسِ، يؤثرُ في الدِّماغِ، فيختلُّ به العقلُ. وقال عياضٌ: هو ورمٌ في الدِّماغِ يتغيرُ منه عقلُ (١) الإنسانِ ويَهذي. (وذاتِ الجنب): قرْحٌ بباطنِ الجنبِ. (والرُّعافِ الدَّائمِ) لأنَّه يُصفِّي الدَّمَ، فتذهبَ القوَّةُ. (والقيامِ المتدارِكِ) أي: الإسهالِ الذي لا يَستَمسِكُ، وإنْ كانَ ساعَةً؛ لأنَّ مَن لحِقَه ذلك، أسرعَ في هلاكِه. وكذا إسهالٌ معه دمٌ؛ لأنَّه يُضعفُ القوَّةَ.


(١) في الأصل "العقل".

<<  <  ج: ص:  >  >>