للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكَذلِكَ مَنْ بَيْنَ الصَّفَينِ وقْتَ الحَربِ، أو كَانَ باللُّجَّةِ وقتَ الهَيَجَانِ، أو وَقَعَ الطَّاعُونُ ببَلَدِهِ، أو قُدِّمَ للقَتلِ، أو حُبِسَ لَهُ، أو جُرِحَ جُرحًا مُوحِيًا.

فكُلُّ مَنْ أصَابَه شَيءٌ من ذَلِكَ، ثُمَّ تبرَّعَ ومَاتَ، نَفَذَ تبرُّعُهُ بالثُّلُثِ فقَط، للأجنَبيِّ فقَط. وإن لَمْ يَمُت، فالكصَّحِيحِ.

(وكذلك مَن بينَ الصَّفينِ وقتَ الحَربِ) أي: اختلاطِ الطائفتينِ للقتالِ، وكلُّ من الطائفتينِ مُكافِئٌ للأُخرَى، أو كان مُعطٍ مِن الطائفةِ المقهورةِ (١).

(أو كان باللُّجَّةِ) بضمِّ اللامِ، أي: لجَّةِ البحرِ (وقتَ الهَيجَانِ) أي: عندَ ثوَرَانِ البحرِ بريحٍ عاصِفٍ.

(أو وقعَ الطاعونُ ببلَدِه) قال في "شرح مسلم": الطاعونُ: وباءٌ معروفٌ، وهو بثرٌ وورَمٌ مُؤلمٌ جدًّا، يخرجُ من لَهَبٍ، ويَسوَدُّ ما حولَه، ويخضرُّ، ويَحمَرُّ حُمرَةً بِنَفسَجيَّةً، ويحصُلُ معه خَفَقَانُ القلبِ "لأنَّه مخوفٌ إذا كان به (٢).

(أو قُدِّمَ للقَتلِ) قِصاصًا أو غيره؛ لظهورِ التَّلَفِ وقُرْبه (أو حُبِسَ له) أي: القتلِ.

(أو جُرِحَ جرحًا موحِيًا) مع ثباتِ عقله، فكَمَرضٍ مخوفٍ. فإن لم يثبتْ عقلُه، فلا حُكمَ لعطيَّتِه، بل ولا لكلامِه (٣).

(فكلُّ مَن أصابَه شيءٌ من ذلك) أي: ممَّا تقدَّمَ من المرضِ المخوفِ وغيرِه (ثمَّ تبرَّعَ وماتَ، نفذَ تبرُّعُه (٤) بالثلثِ) فما دونَه (فقطْ، للأجنبيِّ فقطْ) ويَقِفُ على الإجازةِ فيما زادَ عليه، ولوارثٍ بشيءٍ.

(وإنْ لم يمتْ، فكالصَّحيحِ) من نفوذِ عطاياه كلِّها؛ لعدمِ المانعِ.


(١) "دقائق أولي النهى" (٤/ ٤٢١)، وانظر "فتح وهاب المآرب" (٢/ ٤٣٨).
(٢) "كشاف القناع" (١٠/ ١٧٢، ١٧٣)، وانظر "فتح وهاب المآرب" (٢/ ٤٣٨).
(٣) "دقائق أولي النهى" (٤/ ٤٢١)، وانظر "فتح وهاب المآرب" (٢/ ٤٣٩).
(٤) في الأصل: "تبره".

<<  <  ج: ص:  >  >>