للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أو التَّقصيرُ.

والمَسنُونُ:

كالمَبيتِ بمنًى ليلةَ عَرفَةَ، وطوافِ القُدُومِ، والرَّمَلِ في الثَّلاثةِ أشواطٍ الأُولِ مِنهُ، والاضطِبَاعِ فيهِ،

(و) الثاني: (الحلقُ أو التقصيرُ) (١) كالحجِّ.

(والمسنونُ) من أفعالِ الحجِّ وأقوالِه:

(كالمبيتِ بمنًى ليلةَ عرفةَ، وطوافِ القدومِ، والرَّمَلِ) وصفتُه: وهو أن يسرِعَ المشيَ، ويقاربَ الخُطَى. ويكونُ الرَّمَلُ بمشي ثلاثةِ أشواطٍ، وإليه أشارَ بقولِه: (في الثلاثةِ أشواطٍ) ثمَّ يمشي أربعةَ أشواطٍ من غيرِ رَمَلٍ؛ وذلك لأنَّ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- رَمَلَ ثلاثةَ أشواطٍ، ومشى أربعًا. رُوي ذلك عن جابرٍ، وابنِ عباسٍ، وابنِ عمرَ، وأحاديثُهم متفقٌ عليها (٢).

فإنْ قيلَ: إنَّما رَملَ النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- وأصحابُه، لإظهارِ الجَلَدِ للمشركين، ولمْ يبقَ ذلك المعنى؛ إذْ نفى اللهُ سبحانَهُ وتعالى المشركين، فلِمَ قلتمْ: إنَّ الحكمَ يبقَى بعدَ زوالِ علَّتِه؟

قلنا: قدْ رَمَلَ النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- وأصحابُه، واضطبعَ، في حَجَّةِ الوداع بعدَ الفتح، فثبتَ أنَّها سنةٌ ثابتةٌ (٣)

(والاضطِبَاعِ فيه) أي: في كلِّ أسبوعِه. وصفةُ الاضطِباعِ: أنْ يجعلَ وسطَ


(١) في الأصل: "والتقصير".
(٢) أخرجه مسلم (١٢١٨) من حديث جابر. وأخرجه البخاري (١٦٠٢)، ومسلم (١٢٦٦) من حديث ابن عباس. وأخرجه البخاري (١٦٠٤)، ومسلم (١٢٦٢) من حديث ابن عمر.
(٣) انظر "الشرح الكبير" (٩/ ٩٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>