للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وإن تعدَّدَ راكِبٌ، ضَمِنَ الأوَّلُ، أو مَنْ خَلفَه إن انفَرَدَ بتدبِيرِهَا، وإن اشتَرَكَا في تَدبِيرِها، أو لمْ يَكُنْ إلَّا قائِدٌ وسَائِقٌ، اشتَركَا في الضَّمان.

حفظُها.

ولا يضمنُ مَن بيدِه دابَّةٌ جنايةَ ذَنَبِها؛ لأنَّه لا يمكنُ التحفُّظُ منه

(وإنْ تعدَّدَ راكبُ) دابَّةٍ؛ بأنْ كانَ عليها اثنانِ فأكثرُ (ضمِنَ الأوَّلُ) ما يضمنُه المنفردُ؛ لأنَّه المتصرِّفُ فيها، والقادرُ على كفِّها (أو) أي: ويضمنُ (من خلفَه إنِ انفردَ بتدبيرِها) لصغرِ الأوَّلِ، أو مرضِه، أو عماه

(وإنِ اشتركا) أي: الراكبانِ (في تدبيرِها، أو لمْ يكنْ) معها (إلا قائدٌ وسائقٌ، اشتركا في الضمانِ) لأنَّ كلًّا منهما لو انفردَ لضَمِنَ، فإذا اجتمعا، ضمنا (١).

ويشارك راكبٌ معهما، ومع أحدِهما، من سائقٍ وقائدٍ.

وإبلٌ مُقطَرَةٌ (٢)، كواحدةٍ في الضمانِ. وبِغالٌ أيضًا مُقطَرَةٌ، كواحدةٍ في الضمانِ على قائدٍ؛ لأنَّ الجميعَ يسيرُ بسيرِ الأوَّلِ، ويقفُ بوقوفِه، ويطأُ بوَطئِه، وبذلك يمكنُه حفظُ الجميعِ عن الجنايةِ.

وإنْ كانَ مع القائدِ سائقٌ، شاركَ السائقُ القائدَ في ضمانِ الأخيرِ فقطَ، إنْ كان السائقُ في آخرِها؛ لأنَّهما اشتركا في التصرُّفِ في الأخيرِ، ولا يشاركُ السائقُ القائدَ فيما قبلَ الأخيرِ؛ لأنَّه ليسَ سائقًا له ولا تابعًا لما يسوقُه.

وإنْ كانَ سائقٌ فيما عدا الأوَّلِ من المُقطَرَةِ، شاركَ السائقُ القائدَ في ضمانِ ما


(١) انظر "فتح وهاب المآرب" (٢/ ٣١٦).
(٢) الإبل المقطرة: هو أَن تُشَدَّ الإِبلُ على نَسَقٍ واحدًا خَلفَ واحد. وقَطَرَ الإِبلَ يَقْطُرها قَطْرًا وقَطَّرها قَرَّب بعضَها إِلى بعض على نَسَقٍ. "لسان العرب": (قطر).

<<  <  ج: ص:  >  >>