للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أجابَ الأسْبَقَ قَوْلًا، فالأدْيَنَ، فالأقْرَبَ رَجمًا، فجِوَارًا، ثُمّ يُقرِعُ.

ولا يُقْصَدُ بالإجَابةِ نَفْسُ الأكْلِ، بلْ يَنْوِي الاقْتِداءَ بالسُّنَّةِ، وإكْرَامَ أَخِيه المُؤْمِنِ، ولئلّا يُظَنَّ بِه التَّكَبُّرُ.

يُمكِن (أجابَ (١) الأسبَقَ قَولًا) لوجُوبِ إجابَتِه بدُعائِه، فلا يَسقُطُ بدُعاءِ مَن بعدَهُ، ولم تَجِب إجابَتُه؛ لأنها غَيرُ مُمكِنَةٍ معَ إجابَةِ الأوَّلِ.

فإن لم يتعارَضَا؛ بأنْ اختَلَفَ الوقتُ، بحيثُ يُمكِنُ الجَمعُ، أجابَ الكُلَّ بِشَرطِه.

فإن لم يَكُن سَبقٌ، حيثُ لم يُمكِن الجَمعُ (٢)، (فالأَدينَ) مِن الدَّاعِيَينِ؛ لأنَّه الأكرمُ عندَ الله.

فإن استَوَوا في الدِّينِ، (فالأقرَبَ رَحِمًا) لما في تَقديمِه مِن صِلَتِه.

فإن استَوَوا في القَرابَةِ وعَدَمِها (فـ) ــالأَقرَب (جِوَارًا)؛ لحديثِ أبي داود مَرفوعًا: "إذا اجتَمَعَ داعِيانِ، أَجِب أقرَبَهُما بابًا، فإن أقرَبَهُما بابًا أقرَبُهُما جِوارًا" (٣). ولأنَّه مِن بابِ البِرِّ، فقُدِّم بهذِه المعاني.

(ثم) إن استَوَوا في ذلِكَ (يُقرعُ) بينَهُم، فيقدِّمُ مَن خَرَجَت له القُرعَةُ؛ لأنَّها تُميِّزُ المستحقَّ عندَ استواءِ الحُقُوقِ.

(ولا يُقصَدُ بالإجابَةِ نَفسُ الأكَلِ، بل يَنوِي الاقتداءَ بالسُّنَةِ، وإكرامَ أخيهِ المؤمِنِ، ولئلا يُظَنُّ به التَّكبُّرُ) بعَدَمِ أكلِهِ مِنهُ.


(١) في الأصل: "إجابة".
(٢) "دقائق أولي النهى" (٥/ ٢٩٠)، وانظر "فتح وهاب المآرب" (٣/ ١٣١).
(٣) أخرجه أبو داود (٣٧٥٦) من حديث رجل من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -. وضعفه الألباني في "الإرواء" (١٩٥١).

<<  <  ج: ص:  >  >>