للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومَا تَصرَّفَ مِنْه، غَيْرَ أمْرٍ، ومُضارِعٍ، ومُطلِّقَةٍ؛ اسمِ فاعِلٍ.

فإذَا قَالَ لزَوْجَتِه: أنتِ طالِقٌ، طَلُقَتْ، هَازِلًا كانَ أو لاعِبًا، أوْ لَمْ يَنْوِ، حتَّى ولَوْ قِيلَ لَهُ: أطَلَّقْتَ امْرَأتَكَ؟ فقالَ: نَعَم؛

الطلاقُ (١)، ونحوِه (وما تصرَّفَ منه) أي: الطَّلاقِ، كـ: طَالِق، ومُطلَّقَة، وطلَّقتُكِ (غيرَ أمرٍ) كـ: اطلُقي (و) غَيرَ (مُضارعٍ) كـ: تَطلُقِين (و) غَيرَ (مُطَلِّقَةٍ؛ اسمِ فاعِلٍ) أي: بكَسرِ الَّلامِ. فلَفظُ الإطلاقِ، وما تصرَّف منه، نحو: أطلقتُكِ. ليسَ بصريحٍ.

(فإذا قال لزوجَتِه: أنتِ طالِقٌ، طلُقَت، هازِلًا كانَ أو لاعِبًا) قال ابنُ المنذر: أجمَع كلُّ مَن أحفَظُ عنهُ مِن أهلِ العِلمِ: أنَّ هَزلَ الطَّلاقِ وجِدَّهُ سَواءٌ.

فيقَعُ ظاهِرًا أو باطنًا، لحديثِ أبي هريرة مرفوعًا: "ثلاثَةٌ جِدُّهُنَّ جِدٌّ، وهَزلُهُنَّ جِدٌّ: النكاخُ، والطَّلاقُ، والرَّجعَةُ". رواهُ الخمسةُ إلَّا النسائيَّ (٢). وقال الترمذي: حسنٌ غريبٌ.

(أو لم يَنو) أي: الطلاقَ؛ لأنَّ إيجادَ هذا اللَّفظِ من العَاقِلِ (٣) دليلُ إرادَتِه، والنيَّةُ لا تُشتَرَطُ للصَّريحِ؛ لعَدَم احتمالِ غيرِه (٤).

(حتى ولو قِيلَ له: أطلَّقتَ امرأتَكَ؟ فقالَ: نَعَم) أو قِيلَ له: امرأتُكَ طالِقٌ؟


(١) في الأصل: "طالِقٌ".
(٢) أخرجه أبو داود (٢١٩٤)، والترمذي (١١٨٤)، وابن ماجه (٢٠٣٩). ولم أجده في مسند أحمد، ولم يرقم له الحافظ في "أطراف المسند". والحديث حسنه الألباني في "الإرواء" (١٨٢٦، ٢٠٦١).
(٣) في الأصل: "بالعاقل".
(٤) "دقائق أولي النهى" (٥/ ٣٨٣)، وانظر "فتح وهاب المآرب" (٣/ ١٨١).

<<  <  ج: ص:  >  >>