للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَإِنْ أَخافُوا النَّاسَ ولَمْ يَأخُذُوا مَالًا، نُفُوا مِن الأرْضِ، فَلا يُتْرَكُونَ يَأْوُونَ إلَى بَلَدٍ حَتَّى تَظْهَرَ تَوْبَتُهُمْ.

وَمَنْ تَابَ مِنْهُمْ قَبْلَ القُدْرةِ عَلَيْهِ، سَقَطَتْ عَنْهُ حُقُوقُ اللَّهِ، وَأُخِذَ بِحُقُوقِ الآدَمِيِّينَ.

(وإن أخافُوا النَّاسَ ولم يأخُذُوا مالًا، نُفُوا مِن الأرضِ، فلا يُترَكُونَ يأوُون إلى بلَدٍ حتَّى تظهَرَ تَوبَتُهُم) عن قَطعِ الطَريقِ.

(ومَن تابَ مِنهُم قَبلَ القُدرَةِ عليهِ، سقَطَت عنهُ حقوقُ اللهِ) مِن صَلبٍ، وقَطعِ يَدٍ ورِجلٍ، ونَفيِ، وتحتُّمِ قَتلٍ؛ لقولِه تعالى: {إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَقْدِرُوا عَلَيْهِمْ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [المائدة: ٣٤].

(وأُخِذَ) مَن تابَ مِنهُم قبلَ القُدرَةِ عليهِ، مِن قُطَّاعِ الطَّريقِ، والخوارج، والبغاة، والمرتدين (بحقُوق الآدميِّينَ) مِن الأنفُسِ، والأموالِ، والجِرَاحِ -إلَّا أن يُعفَى لهم عَنها- لأنَّها حُقوقٌ عَليهِم، لم يُعفَ عَنها، فلم تَسقُط، كغَيرِ المحارِبِين (١)، ويدلُّ عليه قولُه تعالى: {أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [المائدة: ٣٤] فإنَّه يُشعِرُ بسقُوطِ حقِّه دونَ حقِّ غيرِهِ، المبنيِّ على المشاحَّةِ.

* * *


(١) سقطت: "المحاربين" من الأصل. والمثبت من "كشاف القناع" (١٤/ ١٨٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>