للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ومن امتنعت قِراءئهُ قائِمًا، صلَّى قاعِدًا وقَرأَ.

الرابعُ: الركوعُ.

وأقلُّه: أن ينحَنيَ بحيث يُمكِنهُ مَسُّ رُكبَتيهِ بكَفَّيه.

وأكملُه: أن يَمُدَّ ظهرَهُ مُستويًا، ويجعلَ رأسَه حَيالَه.

(ومَنْ امتنعتْ قراءتُه قائمًا، صلَّى قاعدًا وقرأَ) لقولِه عليه السَّلامُ: "إذا أمرتُكم بأمرٍ، فأتوا منه ما استطعْتُمْ" (١).

(الرابعُ) من أركانِ الصَّلاةِ: (الركوعُ) لغةً: الانحناءُ

(وأقلُّه) أي: والمجزئُ: (أن ينحنيَ، بحيثُ يمكنُه) أي: المصلِّي، إذا كانَ وسطا في الخلقةِ (مسُّ ركبتَيْهِ بكفَّيْهِ) وذلك لأنَّه لا يُسمَّى راكعًا بدونِ ذلك. وإنَّما يُعتبرُ ذلك بالمتوسطين من النَّاسِ، إذ فيهم من يمسُّ ركبتيهِ بيديهِ لطولِهما وإنْ لمْ ينحنِ انحناءً يُسمَّى به راكعًا، ومنهم من لا يمكنُه ذلك لقصرِ يديهِ حتى يأتي بأكملِ ركوعٍ وأتمِّه.

"فائدةٌ": لو انحنى لتناولِ شيءٍ، ولم يخطر ببالِه الركوعُ، لم يجزِئْه.

(وأكملُه: أنْ يمدَّ ظهرَهُ مستويًا، ويجعلَ رأسَه حَيالَه) بفتح الحاء، يعني: مقابلةَ ظهرِه؛ لأنَّه لا يخرجُ عن حدِّ القيامِ إلا بذلك، فلا يرفعُ رأسَه عن ظهرِه، ولا يخفِضُه. رافعًا يديه إلى حَذْوِ منكبيه، مع ابتدائِه. قال ابنُ نصرِ اللهِ: والأظهرُ: أن يكون رفعُ يديه مع ابتداءِ الركوعِ وابتداءِ التكبيرِ، وينتهي رفعُهما في انتهاءِ التكبيرِ، ويمدُّ التكبيرَ إلى انتهاءِ انحنائِه للركوعِ. ولو قيلَ: يرفعُ، ثمَّ يقصِدُ بالتكبيرِ، كان (٢) موافقًا لظاهرِ "الهداية".


(١) تقدم تخريجه.
(٢) في الأصل: "وكان".

<<  <  ج: ص:  >  >>