للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

التشهدَ، وأمرَهُ أنْ يعلِّمه الناسَ، والأمرُ بتعليمِه دليل على فضيلتِه، ولئم يُنقلْ في غيرِه مثلُ ذلك.

الخامسُ: أنَّ الواوَ في تشهدِ ابنِ مسعودٍ، يقتضي أنَّ كلَّ صفةٍ ثناءٌ على اللهِ تعالى، وإسقاطُها يوجبُ كونَها صفاتٍ للتحياتِ، وما تضمَّن زيادةَ الثناءِ، كان أَوْلى.

السادسُ: أنَّ تشهدَ ابنِ مسعودٍ نُقلَ فيه الأمرُ به صريحًا، وتشهدُ ابنِ عباسٍ لمْ يُنقلْ فيه ذلك، إنما هو حكايةُ فعلٍ، والأمرُ أبلغُ في الدلالةِ على الفضيلةِ، والتأكيدُ من الفعلِ.

وهذا الوجهُ إنَّما ينتظمُ في ترجيحه (١) على تشهدِ ابنِ عباسٍ، وأما غيرُه ممَّا نُقل فيه أمرٌ، كتشهدِ أبي موسى، فلا.

السابعُ: يختصُّ ترجيحُه على تشهدِ عمر أنَّه صحَّ عن (٢) النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - مرفوعًا، وتشهدُ عمرَ إنما صحَّ موقوفًا عليه، والمرفوعُ أَوْلى. انتهى.

قال ابنُ نصرِ اللهِ: ويُزادُ عليه وجهٌ:

ثامنٌ: أنَّ في بعضِ طرقِ ابنِ مسعودٍ، أنَّ النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - علَّمَه التشهدَ، وكفُّه بين كفِّه. والأخذُ باليدِ في التعليم، يوجبُ تأكيدًا.

وتاسعٌ: وهو أنَّه رُوي: أنَّ أبا بكرٍ علَّمَه الناسَ على المنبرِ.

وعاشرٌ: وهو زيادةُ الألف واللَّامِ في السَّلامِ، فإنَّه أبلغُ؛ لأنَّه مستغرقٌ الجنسَ، بخلافِ: سلامٌ عليكَ.


(١) في الأصل: "مرجيحته".
(٢) في الأصل: "على".

<<  <  ج: ص:  >  >>