للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

على الآَكامِ والظِّرابِ، وبُطُونِ الأوديةِ، ومَنابِتِ الشَّجر، {رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ} [البقرة: ٢٨٦] الآية.

على الآكامِ والظِّرابِ، وبطونِ الأوديةِ، ومنابتِ الشجرِ) لما في الصحيحِ (١) أنَّه عليه السَّلام كان يقولُه. ولا يُصلَّى له.

"والآكامُ": كآصالٍ، جمعُ: أُكُمِ، ككُتُبٍ. وكجبالٍ جمعُ: أكَم، كجبلٍ. واحدُها: أكَمَةٌ، وهي: ما علا من الأَرضِ، ولمْ يبلغْ أنْ يكونَ جبلًا، وكان أكثرَ ارتفاعًا مما حولَه. وقال مالكٌ: الجبالُ الصِّغارُ. "والظِّرابُ": جمعُ ظَرِب، بكسرِ الرَّاءِ، أي: الرابيةُ الصغيرةُ. وهو الشيءُ المرتفعُ من الأرضِ دونَ الأكمِ. "وبطونُ الأوديةِ": الأماكنُ المنخفضةُ. "ومنابتُ الشجرِ": أصولُها؛ لأنَّه أنفعُ لها.

({رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ}) إلى آخر (الآيةَ). وهو منصوبٌ بفعلٍ مقدَّرٍ. أي: اقرأ الآيةَ؛ لأنَّها تناسبُ الحالَ. فاستُحبَّ قولُها كسائرِ الأقوالِ اللائقةِ بالحالِ.

قولُه تعالى: {رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ} أي: لا تكلِّفنا من الأعمالِ ما لا نطيقُ. وقيل: هو حديثُ النفسِ والوسوسةُ. وعن إبراهيمَ: هو الحبُّ. وعن محمد بنِ عبدِ الوهابِ: هو العشقُ. وقيل: هو شماتةُ الأعداءِ. وقيل: هو الفُرْقةُ والقطيعةُ. نعوذُ باللهِ منها. {وَاعْفُ عَنَّا} أي: تجاوزْ عنا ذنوبَنا {وَاغْفِرْ لَنَا} أي: استُرْ علينا ذنوبَنا، ولا تفضحْنا، {وَارْحَمْنَا} فإننا لا ننالُ العملَ بطاعتِكَ ولا تركِ معاصيكَ إلا برحمتِكَ {نْتَ مَوْلَانَا} ناصرُنا وحافظُنا.


(١) أخرجه البخاري (١٠١٣)، ومسلم (٨٩٧) من حديث أنس.

<<  <  ج: ص:  >  >>