للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والمقتولُ ظلمًا،

ونحوه. وشهيدٌ في الآخرةِ فقط، وهو من أثبتَ له الشارعُ الشهادةَ، ولمْ تجر عليه أحكامُها في الدنيا، كالغريقِ ونحوِه - واحترزَ بشهيدِ المعركةِ (١) عن غيرِه، فإنَّه يُغسَّلُ - كالمطعونِ، والمبطونِ، والغريقِ، والحريقِ، وصاحبِ الهدمِ، وذاتِ الجنبِ والسلِّ، وصاحبِ اللَّقوةِ (٢)، والصابرِ في الطَّاعونِ، والمتردِّي من رؤوسِ الجبالِ، ومَنْ ماتَ في سبيلِ اللهِ، ومَنْ طلبَ الشهادةَ بنيةٍ صادقةٍ، وموتِ المرابطِ، وأُمناءِ اللهِ في الأرضِ، والنفساءِ، واللَّديغِ، ومَنْ قُتِلَ دون مالِه أو أهلِه أو دينِه، والعاشقِ إذا عفَّ وكتمَ، وموتِ الغريبِ (٣).

ولابنِ ماجه (٤) من روايةِ إبراهيمَ بنِ أبي يحيى، وهو ضعيفٌ، عن موسى بنِ أبي وردانَ، عن أبي هريرةَ مرفوعًا: "مَنْ ماتَ مريضًا، ماتَ شهيدًا". ذكَرَه في "الفروع" (٥).

(والمقتولُ ظلمًا) كمَنْ قتلَه نحوُ لصٍّ، أو أُريدَ منه الكفرُ، فقتلَ دونه، أو أُريدَ على نفسِه أو مالِه أو حرمتِه، فقاتلَ دون ذلك فقتِلَ؛ لحديثِ سعيدِ بنِ زيدٍ مرفوعًا: "مَنْ قُتِلَ دون دشِه فهو شهيدٌ، ومَنْ قُتِلَ دون دمِه فهو شهيدٌ، ومَنْ قتِلَ دون مالِه فهو شهيدٌ، ومَنْ قتِلَ دون أهلِه فهو شهيدٌ". رواه أبو داودَ، والترمذيُّ (٦) وصحَّحه.


(١) وهو الثالث من الأقسام.
(٢) اللَّقوة: مرض يَعْرِض للوَجْه فيُمِيلُه إلى أحد جانِبَيْه. "النهاية" (٤/ ٢٦٨).
(٣) انظر "كشاف القناع" (٤/ ٩٠).
(٤) أخرجه ابن ماجه (١٦١٥) قال الألباني: ضعيف جداً.
(٥) "الفروع" (٣/ ٣٠٣).
(٦) أخرجه أبو داود (٤٧٧٤)، والترمذي (١٤٢١)، وصححه الألباني.

<<  <  ج: ص:  >  >>