للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الثاني: المسكينُ، وهو مَنْ يجِدُ نِصفَها، أو أَكثَرهَا.

الثالثُ: العاملُ علَيها، كجَابٍ، وحَافِظٍ، وكَاتِبٍ، وقَاسِمٍ.

مفعولٍ، أي: مفقورٍ، وهو الذي نُزِعَت فِقرَةُ ظهرِه، فانقطَعَ صُلبُه (١).

والصِّنفُ (الثاني: المسكينُ، وهو مَن يجِدُ نصفَها) أي: نصفَ كفايتِه، (أو أكثرَها) وهو تفعيلٌ مِنَ السُّكونِ، وهو الذي أسكَنتْهُ الحاجةُ. فعُلِمَ: أنَّ مَن كُسِرَ صُلبُه أشدُّ حالًا مِنَ السَّاكنِ.

إذا تقدَّرَ هذا: فالفقراءُ همُ الذين لا يجدونَ ما يقَعُ موقِعًا مِن كفايتِهم، كالزَّمنَى والعُميانِ، وأنَّ هؤلاءَ في الغالبِ لا يقدرونَ على اكتسابِ ما يقَعُ موقعًا مِن كفايتِهم، وربَّما لا يقدِرونَ على شيءٍ أصلًا. قالَ اللهُ سبحانَه وتعالى: {لِلْفُقَرَاءِ الَّذِينَ أُحْصِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا يَسْتَطِيعُونَ ضَرْبًا فِي الْأَرْضِ يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُمْ بِسِيمَاهُمْ لَا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا} [البَقَرَة: ٢٧٣].

الصِّنفُ (الثَّالثُ: العامِلُ عليها، كجابٍ) يبعثُه إمامٌ لأخذِ زكاةٍ مِن أربابِها (وحافِظٍ، وكاتبٍ، وقاسِمٍ) ومَن يُحتاجُ إليه فيها؛ لدخولِهم في قولِه تعالى: {وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا} [التّوبَة: ٦٠] وكانَ عليه السلامُ يبعَثُ على الصدقَةِ سُعاةً، ويُعطِيهم عِمالَتَهم (٢).

وشُرِطَ: كونُه "مُكلَّفًا"؛ لأنَّ الصَّغيرَ والمجنونَ، لا قبضَ لهما. "مُسلمًا"؛ فإنَّ ذلك ولايةٌ على المسلمينَ، فاشتُرِطَ له الإسلامُ. "أمينًا"؛ لأنَّ غيرَ الأمينِ يذهَبُ


(١) انظر "الشرح الكبير" (٧/ ٢٠٨).
(٢) فبعث عمر وأبا موسى وابن اللتيبة وغيرهم. قاله في "الشرح الكبير" (٧/ ٢٢٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>