للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والتَّلبيةِ من حِينِ الإحرامِ إلى أوَّلِ الرَّميِ.

قالَهُ في "الفروع" (١).

(و) سُنَّ (التلبيةُ من حينِ الإحرامِ) لقولِ جابرٍ: فأهلَّ رسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- بالتوحيدِ: لبيكَ اللهمَّ لبَّيكَ، لبَّيكَ (٢) لا شريكَ لك لبَّيكَ، إنَّ الحمدَ والنعمةَ لك والملكَ، لا شريكَ لك. الحديثُ متفقٌ عليه (٣). حتى عن أخرسَ ومريضٍ. زادَ بعضُهم: ومجنونٍ ومغمًى عليه. زاد بعضُهم: ونائمٍ.

والتلبية: من ألبَّ بالمكانِ، إذا لزِمَه، كأنَّه قالَ: أنا مقيمٌ على طاعتِكَ وأمرِكَ. وثُنِّيتْ وكُرِّرتْ؛ لإرادةِ إقامةٍ بعدَ إقامةٍ. ولفظُ "لبَّيكَ" مثنى، ولا واحدَ له من لفظِه، ومعناه: التكثيرُ.

ولا تُستحبُّ الزيادةُ عليها. وكان ابنُ عمرَ يزيدُ: لبَّيكَ لبَّيكَ، لبيك وسعديْكَ، والخيرُ بيدَيْكَ، والرغبةُ إليك، والعملُ.

وسُنَّ ذكرُ نُسُكِه في التلبيةِ. وسُنَّ إكثارُ التلبيةِ، والجهرُ بها.

وتُشرعُ التلبيةُ بالعربيةِ لقادرٍ عليها، فإنْ لمْ يقدرْ بالعربيةِ فيلبِّي بلغتِه.

وسُنَّ دعاءٌ بعدَها. وسُنَّ صلاةٌ على النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- بعدَها، ولا يرفعُ بذلك صوتَه.

وكُرِه لأنثى جهرٌ بها بأكثرَ ما تُسمِعُ رفيقَتَها، لكن يعتبرُ أنْ تُسمِعَ نفسَها. ولا يُكرَهُ لحلالٍ تلبيةٌ

(إلى أوَّلِ الرَّمي) أي: وتنقطعُ التلبيةُ بأوَّلِ الرمي؛ لحديثِ الفضلِ بنِ عباسٍ


(١) انظر "كشاف القناع" (٦/ ٨٧).
(٢) سقطت: "لبيك" من الأصل.
(٣) أخرجه مسلم (١٢١٨)، وأخرجه البخاري (١٥٤٩) من حديث ابن عمر.

<<  <  ج: ص:  >  >>