للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال: أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة، وإن تأمَّر عليكم عبدٌ، وإنه من يعش منكم بعدي فسيرى اختلافًا كثيرًا، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور؛ فإن كل بدعة ضلالة" (١).

يقول ابن رجب -رحمه الله- (٢): "ومما حدث في الأمة بعد عصر الصحابة والتابعين الكلام في الحلال والحرام بمجرد الرأي، ورد كثير مما وردت به السنة في ذلك لمخالفته للرأي والأقيسة العقلية" (٣).

ثالثًا: الإجماع:

وهو إجماع منعقد من لدن أصحاب نبينا - صلى الله عليه وسلم -، يقول الغزالي: "والسلف من الأئمة مجمعون على دوام التكليف إلى القيامة" (٤).

وقد قاتل الصديق -رضي الله عنه- مانعي الزكاة بعد مناقشة عمر -رضي الله عنه- ثم انعقد إجماع الصحابة عليه، وذلك أن الامتناع عن دفع الزكاة بدعوى ارتباطها برسول الله - صلى الله عليه وسلم - نوع تحريف وتبديل لأحكام الدين الدائمة والثابتة، فإذا كان الممتنعون أصحاب


(١) أخرجه: أبو داود سليمان بن الأشعث السجستاني في "سننه"، تحقيق: محمد محيي الدين عبد الحميد، دار الفكر - بيروت، كتاب السنة، باب: في لزوم السنة، (٤٦٠٧)، والترمذي، كتاب العلم عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، باب: ما جاء في الأخذ بالسنة واجتناب البدع، (٢٦٧٦)، وأبو عبد الله محمد بن يزيد القزويني المعروف بابن ماجه في "سننه"، تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي، دار الفكر، بيروت، المقدمة، باب: اتباع سنة الخلفاء الراشدين المهديين، (٤٢). قال الترمذي: "حديث حسن صحيح".
(٢) أبو الفرج، زين الدين، عبد الرحمن بن أحمد بن عبد الرحمن البغدادي ثم الدمشقي الشهير بابن رجب الحنبلي، وهو لقب جده عبد الرحمن، وقال عنه الحافظ ابن حجر: الشيخ المحدث الحافظ، نهل في الحديث أسماءً ورجالًا واطلاعًا وطرقًا وكان صاحب عبادة وتهجد من مصنفاته: فتح الباري شرح صحيح البخاري، ولم يتم، وشرح علل الترمذي، وشرح جامع الترمذي، ولد سنة ٧٣٦، وتوفي -رحمه الله- ٧٩٥ هـ، الدرر الكامنة، لابن حجر، (٢/ ٣٢١)، السحب الوابلة، لابن حميد، (٢/ ٤٧٤).
(٣) جامع العلوم والحكم، لأبي الفرج عبد الرحمن بن أحمد بن رجب الحنبلي، تحقيق: شعيب الأرناؤوط، وإبراهيم باجس، مؤسسة الرسالة، بيروت، ط ٣، ١٤١٢ هـ - ١٩٩١ م، (٢/ ١٣٣).
(٤) المستصفى، للغزالي، (١/ ١٤٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>