للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الفقه كقولهم: "يجوز القنوت في النوازل" أي: المصائب العامة، والشدائد المدلهمة؛ وعلى هذا تحمل ترجمة النووي -رحمه الله- (١) في شرحه على صحيح مسلم: "باب استحباب القنوت في جميع الصلوات إذا نزلت بالمسلمين نازلة والعياذ بالله"، ثم ذكر أنواعًا من المصائب: "كعدو وقحط ووباء وعطش، وضرر ظاهر بالمسلمين، ونحو ذلك" (٢).

وكذا قول ابن تيمية -رحمه الله- (٣): "فيكون القنوت مسنونًا عند النوازل" (٤).

ونحو هذا قولهم: "فإن نزل بالمسلمين نازلة فللإمام أن يقنت" (٥).

وأما على الاصطلاح الفقهي فقد عرفها ابن عابدين -رحمه الله- (٦) بأنها: المسائل التي


(١) أبو زكريا، محيي الدين، يحيى بن شرف بن مري بن حسن بن حسين بن محمد النووي الشافعي، الفقيه الحافظ الزاهد أحد الأعلام، وشيخ الإسلام، له التصانيف الذائعة، والشهرة الواسعة، والقدم الراسخة في العلم والأمر والنهي، من مصنفاته المنهاج، وروضة الطالبين، وتهذيب الأسماء واللغات، ورياض الصالحين. ولد سنة ٦٣١ هـ، وتوفي سنة ٦٧٦ هـ، طبقات الشافعية الكبرى، لابن السبكي، (٨/ ٣٩٥)، طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة، (٢/ ١٩٤).
(٢) المنهاج في شرح صحيح مسلم بن الحجاج، لأبي زكريا يحيى بن شرف النووي، دار إحياء التراث العربي، بيروت، ط ٢، ١٣٩٢ هـ، (٥/ ١٧٦).
(٣) أبو العباس، تقي الدين، أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام بن عبد الله، ابن تيمية الحراني الحنبلي الدمشقي، شيخ الإسلام، الفقيه الأصولي المفسر المجتهد المطلق، من مؤلفاته: درء تعارض العقل والنقل، ومنهاج السنة النبوية، والصارم المسلول على شاتم الرسول، ولد سنة ٦٦١ هـ، وتوفي ٧٢٨ هـ. البداية والنهاية، لأبي الفداء، إسماعيل بن عمر بن كثير الدمشقي، دار هجر، ط ١، ١٤١٧ هـ - ١٩٩٧ م، (١٨/ ٢٩٥ - ٣٠٢)، شذرات الذهب، لعبد الحي ابن أحمد بن محمد العكبري المشهور بابن العماد، تحقيق: محمود الأرناؤوط، دار ابن كثير، دمشق، ط ١، ١٤٠٦ هـ - ١٩٨٦ م، (٨/ ١٤٢ - ١٥٠).
(٤) الفتاوي الكبرى، لشيخ الإسلام أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام ابن تيمية، تحقيق: محمد عبد القادر عطا ومصطفى عبد القادر عطا، دار الكتب العلمية، بيروت، ط ١، ١٤٠٨ هـ - ١٩٨٧ م، (٢/ ٢٤٨).
(٥) المغني، لعبد الله بن أحمد بن قدامة المقدسي، تحقيق: د. عبد الله التركي، ود. عبد الفتاح محمد الحلو، دار عالم الكتب، الرياض، ١٤١٧ هـ - ١٩٩٧ م، (٢/ ٥٨٦).
(٦) محمد أمين بن عمر بن عبد العزيز بن عابدين الدمشقي، فقيه الديار الشامية وإمام الحنفية في عصره، الأصولي المفسر، الأديب، كثير المصنفات من أشهرها: رد المحتار على الدر المختار، ورفع الأنظار عما أورده الحلبي على الدر المختار، والعقود الدرية في تنقيح الفتاوي الحامدية، ونسمات الأسحار على شرح المنار، توفي سنة ١٢٥٢ هـ. حلية البشر في تاريخ القرن الثالث عشر، لعبد الرازق البيطار، دار صادر، بيروت، ط ٢، ١٤١٣ هـ، (٣/ ١٢٣٠)، الأعلام، للزركلي، (٦/ ٤٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>