للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الشافعي -رحمه الله- أنه قال: "إذا وجدتم في كتابي خلاف سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقولوا بسنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ودعوا قولي" (١).

وروي عنه: "إذا صح الحديث خلاف قولي فاعملوا بالحديث واتركوا قولي"، أو قال: "فهو مذهبي". وروي عنه هذا المعنى بألفاظ مختلفة.

وقد عمل بهذا أصحابنا في مسألة التثويب، واشتراط التحلل من الإحرام بعذر المرض، وغيرها مما هو معروف في كتب المذهب.

وقد حكى المصنف -أي: أبو إسحاق الشيرازي- ذلك عن الأصحاب فيهما وممن حكى أنه أفتى بالحديث من أصحابنا أبو يعقوب البُوَيْطي (٢) وأبو القاسم الداركي (٣)، وممن نص عليه أبو الحسن الكيا الطبري (٤) في كتابه في أصول الفقه، وممن استعمله من أصحابنا المحدثين الإمام أبو بكر البيهقي (٥) وآخرون.


(١) معرفة السنن والآثار، للبيهقي (١/ ٢١٧)، تحقيق: د. رواس قلعجي، تاريخ دمشق، لابن عساكر (٥١/ ٣٨٦).
(٢) أبو يعقوب، يوسف بن يحيى البويطي المصري، أكبر أصحاب الشافعي المصريين، تفقه على الشافعي واختص بصحبته، وكان الشافعي يعتمده في الفتيا ويحيل عليه، واستخلفه على أصحابه بعد موته، فتخرجت على يديه أئمة تفرقوا فى البلاد، توفي سنة ٢٣١ هـ. طبقات الفقهاء، للشيرازي، (ص ٩٨) طبقات الشافعية الكبرى، لابن السبكي (٢/ ١٦٢ - ١٦٣).
(٣) أبو القاسم، عبد العزيز بن عبد الله بن محمد بن عبد العزيز، الداركي، الإمام الكبير، شيخ الشافعية بالعراق، تفقه على أبي إسحاق المروزي، وتفقه عليه أبو حامد الإسفرايني، توفي سنة ٣٧٥ هـ. طبقات الفقهاء، للشيرازي، (ص ١١٧).
(٤) أبو الحسن، شمس الإسلام، علي بن محمد بن علي الإمام، الكيا الهراسي، الطبري، الملقب عماد الدين، أحد فحول العلماء، ورءوس الأئمة، فقهًا، وأصولًا، وجدلًا، شيخ الشافعية، ومدرس النظامية، ولد سنة ٤٥٠ هـ، وتوفي سنة ٥٠٤ هـ. سير أعلام النبلاء، للذهبي، (١٩/ ٣٥٠)، طبقات الشافعية الكبرى، لابن السبكي، (٧/ ٢٣٢).
(٥) أبو بكر، أحمد بن الحسين بن علي بن عبد الله بن موسى، البيهقي، النيسابوري، الحافظ العلامة، الثبت، الفقيه، شيخ الإسلام، من مصنفاته: الزهد، ودلائل النبوة، وشعب الإيمان، ولد سنة ٣٨٤ هـ، وتوفي سنة ٤٥٨ هـ. سير أعلام النبلاء، للذهبي، (١٨/ ١٦٣)، طبقات الشافعية الكبرى، لابن السبكي، (٤/ ٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>