للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

راحلته التي عليها طعامُه وشرابُه في الأرضِ المهلكة بعد فقدها واليأس منها.

وإنَّه سبحانه لم يكلِّف عبادَه إلا وسعهم، وهو دون طاقتهم، فقد يطيقون الشيء ويضيق عليهم، بخلاف وسعهم، فإنَّه (١) ما يسعونه، ويسهل عليهم، وتفضُل (٢) قُدَرُهم عنه، كما هو الواقع.

وإنَّه سبحانه لا يعاقب أحدًا بغير فعله، ولا يعاقبه على فعل غيره، ولا يعاقبه بترك ما لا يقدِر على فعله، ولا على فعل (٣) ما لا قدرةَ له على تركه.

وإنَّهُ سبحانه حليم (٤) كريم جواد ماجد محسن ودود صبور شكور، يُطاع فيشكر، ويُعصَى فيغفِر. لا أحدَ أصبرُ على أذى سمعه منه، ولا (٥) أحبُّ إليه المدحُ منه، ولا أحب إليه العذرُ منه. ولا أحدَ (٦) أحبُّ إليه الإحسانُ منه، فهو محسن يحب المحسنين، شكورٌ يحب الشاكرين.

جميلٌ يحب الجمال، طيِّبٌ يحب كلَّ طيب، نظيفٌ يحب النظافة، عليمٌ يحب العلماء من عباده، كريمٌ يحب الكرماء، قويٌّ والمؤمن القوي


= مضروب عليها في الأصل.
(١) "ف": "فإنَّهم" سهو.
(٢) "ك، ط": "يفضل".
(٣) "فعل" سقط من "ط" واستدرك في القطرية.
(٤) "ب، ك، ط": "حكيم".
(٥) "ف": "ولا أحد" خلاف الأصل.
(٦) "أحد" ساقط من "ب".