للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أحب إليه من المؤمن الضعيف، برٌّ يحب الأبرار، عدلٌ يحب أهل العدل، حييٌّ سِتِّيرٌ يحب أهل الحياء والستر، عفوٌّ غفورٌ يحب مَن يعفو عن عباده ويغفر لهم، صادقٌ يحب الصادقين، رفيقٌ يحب الرفق، جوادٌ يحب الجود وأهله، رحيمٌ يحب الرحماء، وترٌ يحب الوتر.

يحبُّ (١) أسماءَه وصفاتِه، ويحبُّ المتعبدين له بها، ويحب من يسأله بها (٢) ويدعوه بها، ويحب من يعرفها ويعقلها، ويثني عليه بها، ويحمده ويمدحه بها، كما في الصحيح عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: "لا أحد أحبُّ إليه المدحُ من اللَّه، من أجلِ ذلك أثنى على نفسه. ولا أحدَ أغيرُ من اللَّه، من أجلِ ذلك حرَّم الفواحش ما ظهر منها وما بطن، ولا أحدَ أحب إليه العذرُ من اللَّهِ، من أجل ذلك أرسل الرسل مبشِّرين ومنذرين" (٣).

وفي حديثٍ آخر صحيح: "لا أحدَ أصبرُ على أذى يسمعُه (٤) من اللَّه، يجعلون له ولدًا وهو يرزقهم ويعافيهم" (٥).

ولمحبته لأسمائه وصفاته أمر عباده بموجبها ومقتضاها، فأمرهم (٦) بالعدل والإحسان والبر والعفو والجود والصبر والمغفرة


(١) "ط": "ويحب".
(٢) "بها" ساقط من "ط".
(٣) أخرجه البخاري في التفسير (٤٦٣٤) وغيره، ومسلم في التوبة (٢٧٦٠) عن عبد اللَّه بن مسعود رضي اللَّه عنه.
(٤) هذا في الأصل و"ف"، وهو لفظ مسلم. وفي غيرها: "سمعه"، وهو لفظ البخاري.
(٥) أخرجه البخاري في الأدب (٦٠٩٩) وغيره، ومسلم في صفات المنافقين (٢٨٠٤) من حديث أبي موسى الأشعري رضي اللَّه عنه.
(٦) "ف": "وأمرهم".