للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وَالنَّهَارِ مِنَ الرَّحْمَنِ بَلْ هُمْ عَنْ ذِكْرِ رَبِّهِمْ مُعْرِضُونَ (٤٢)} [الأنبياء/ ٤٢].

فإذا تصوَّر العبدُ ذلك فقال: "للَّه" كان حمده أبلغ وأكمل من حمد الغافل عن ذلك. ثمَّ يُفكِّر (١) في أنَّ الذي أعاده بعد هذه الإماتة حيًّا سليمًا قادرُ (٢) على أن يعيده بعد موتته الكبرى حيًّا كما كان، ولهذا يقول بعدها: "وإليه النشور".

ثمَّ يقول: "لا إله إلا اللَّه وحدَه لا شريك له، له الملك، وله الحمدُ، وهو على كلِّ شيءِ قدير. الحمد للَّه، وسبحان اللَّه (٣)، واللَّه أكبر، ولا حولَ ولا قوَّة إلا باللَّه" (٤). ثمَّ يدعو ويتضرّع.

ثمَّ يقوم إلى الوضوء بقلب حاضر مستصحِب لما فيه (٥).

ثمَّ يصلّي ما كتب اللَّه له صلاةَ محبٍّ ناصحٍ لمحبوبه متذللٍ منكسرٍ بين يديه، لا صلاةَ مُدِلٍّ بها عليه، يرى من أعظم نعم محبوبه عليه أن أقامه وأنام غيرَه، واستزاره وطرد غيرَه، وأهَّله وحرَم غيره، فهو يزداد بذلك محبَّةً إلى محبته. يرى (٦) أنَّ قرَّة عينه وحياةَ قلبه وجنَّة روحه


(١) "ك، ط": "تفكر".
(٢) "ط": "قادرًا"، خطأ.
(٣) "ك، ط": "سبحان اللَّه والحمد للَّه". وكذلك ورد فيها بعده "ولا إله إلا اللَّه" ولم ترد هذه الزيادة في صحيح البخاري إلّا في رواية كريمة، وكذا عند الإسماعيلي والنسائي والترمذي وابن ماجه. قاله الحافظ ابن حجر في الفتح (٣/ ٤٠). وانظر: الوابل الصيب (٢٥٤).
(٤) أخرجه البخاري في التهجد (١١٥٤) عن عبادة بن الصامت رضي اللَّه عنه.
(٥) ما بعد "حاضر" ساقط من "ب".
(٦) "ط": "ويرى".