للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ذلك (١) تقدير العزيز العليم، وفضل اللَّه يؤتيه من يشاءُ، واللَّه ذو الفضل العظيم.

العاشر: أن يعلم أنّ اللَّه سبحانه يربّي عبده على السرّاءِ والضرّاءِ، والنعمة والبلاءِ؛ فيستخرج منه عبوديته في جميع الأحوال، فإنّ العبد على الحقيقة من قام بعبودية اللَّه على اختلاف الأحوال. وأمّا عبد (٢) السرّاءِ والعافية الذي يعبد اللَّه على حرف، فإن أصابه خير اطمأنّ به، وإن أصابته فتنةٌ انقلب على وجهه (٣)؛ فليس من عَبيده الذين اختارهم لعبوديته. ولا (٤) ريب أنّ الإيمان الذي يثبت على محكّ (٥) الابتلاءِ والعافية هو الإيمان النافع وقت الحاجة، وأمّا إيمان العافية فلا يكاد يصحب العبدَ ويبلّغه منازلَ المؤمنين، وإنّما يصحبه إيمانٌ يثبت على البلاء والعافية.

فالابتلاءُ كِيرُ العبد ومحكّ إيمانه: فأمَّا أن يخرج تِبرًا أحمر، وإمَّا أن يخرج زَغَلًا محضًا، وإما أن يخرج فيه مادّتان ذهبية ونحاسية، فلا يزال به البلاءُ حتَّى يخرج المادّة النحاسية من ذهبه (٦)، ويبقى ذهبًا خالصًا.

فلو علم العبد أنَّ نعمة اللَّه عليه في البلاء ليست بدون نعمته (٧) عليه


(١) "ط": "لأن ذلك".
(٢) "ف": "عند"، تصحيف.
(٣) اقتباس من الآية (١١) من سورة الحج.
(٤) "ك، ط": "فلا ريب".
(٥) "ط": "محل"، تحريف.
(٦) "ب": "الذهبية".
(٧) "ك، ط": "نعمة اللَّه".