للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الأرض يسوقها اللَّه إلى قوم لا يذكرونه، ولا يعبدونه" (١).

وفي الصحيحين عنه -صلى اللَّه عليه وسلم- أنّه قال: "لا أحد أصبَر على أذى يسمعه من اللَّه، إنّهم ليجعلون له الولد، وهو يرزقهم ويعافيهم" (٢).

وفي بعض الآثار: "يقول تعالى: ابنَ آدم، خيري إليك نازل، وشرّك إليّ صاعد. كم أتحبب إليك بالنعم، وأنا غنيّ عنك! وكم تتبغّض إليّ بالمعاصي، وأنت فقير إليّ! ولا يزال الملَك الكريم يعرج إليّ منك بعمل قبيح" (٣).

ولو لم يكن من تحبّبه إلى عباده وإحسانه إليهم وبرّه بهم إلّا أنّه سبحانه خلق لهم ما في السماوات والأرض وما في الدنيا والآخرة، ثمّ أقلهم وكرّمهم، وأرسل إليهم رسله، وأنزل عليهم كتبه، وشرع لهم شرائعه، وأذِن لهم في مناجاته كلّ وقت أرادوا. وكتب لهم بكلّ حسنة يعملونها عشرة أمثالها إلى سبعمائة ضِعف إلى أضعاف كثيرة، وكتب لهم بالسيّئة واحدةً، فإن تابوا منها محاها وأثبت مكانها حسنةً. وإذا بلغت ذنوبُ أحدهم عَنان السماء ثمّ استغفره غَفَر له. ولو لقيه بقُراب الأرض خطايا، ثمّ لقيه بالتوحيد لا يشرك به شيئًا، لأتاه بقُرابها مغفرة (٤).


= وغيرهم من حديث أبي هريرة. قال الترمذي: "هذا حديث غريب من هذا الوجه. ويروى عن أيوب ويونس بن عبيد وعلي بن زيد، قالوا: لم يسمع الحسن من أبي هريرة". وسماع الحسن من أبي هريرة فيه خلاف. وأخرج البخاري (٢٨٧)، ومسلم (٣٤٨) حديثًا عن الحسن عن أبي هريرة. (ز).
(١) الروايا من الإبل: التي يستقى عليها، شبّه بها السحاب.
(٢) تقدّم تخريجه في ص (٢٧٤).
(٣) سبق تخريجه في ص (٢٠٥).
(٤) قول المصنف "وإذا بلغت ذنوب أحدهم. . . بقرابها مغفرةً" حديثٌ رواه =