للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وتسعون له، وجزءٌ متفرِّقٌ في الناس. فأراد أن يكون ذلك الجزءُ أيضًا له (١)، فغار أن تكون شظيّة من الشوق لغيره (٢). قال: وسمعته يقول في قول موسى: {وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى} [طه/ ٨٤] قال: معناه شوقًا إليك، فستَره بلفظ الرضا (٣). وهذا أكثر مشايخ الطريق يطلقونه ولا يمتنعون منه.

وقيل: إنَّ شعيبًا بكى حتّى عمي بصره، فأوحى اللَّه إليه: إن كان هذا لأجل الجنَّة فقد أبَحْتُها لك، وإن كان لأجل النار فقد أجرتُك منها. فقال: لا بل شوقًا إليك (٤).

وقال بعض العارفين: من اشتاق إلى اللَّه اشتاق إليه كلُّ شيء (٥).

وقال بعضهم: قلوب المشتاقين (٦) منوَّرة بنور اللَّه عزَّ وجلَّ، فإذا تحرَّك اشتياقهم أضاءَ النورُ ما بين السماء والأرض، فيعرضهم اللَّه على الملائكة فيقول: هؤلاء المشتاقون إليَّ (٧)، أُشهِدكم أنِّي إليهم أشوَق (٨).


(١) "ك، ط": "له أيضًا".
(٢) "ط": "في غيره". وانظر: القشيرية (٣٣٢).
(٣) ردّ عليه المصنّف في مدارج السالكين (٣/ ٢٤) بقوله: "وظاهر الآية أنّ الحامل لموسى على العجلة طلبُ رضى ربّه، وأنّ رضاه في المبادرة إلى أوامره والعجلة إليها. . . ".
(٤) هذه الحكاية أيضًا مما نقله القشيري عن أبي علي. انظر: القشيرية (٣٣٣).
(٥) القشيرية (٣٣٣).
(٦) "ك، ط": "العاشقين".
(٧) "ب": "إليّ، إني" وإحدى الكلمتين مضروب عليها في الأصل.
(٨) القشيرية: (٣٣١)، ونقله عن فارس. ولعله فارس بن عيسى -وقيل: ابن =