للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لتعيينها ما تضاف إليه (١).

وأمَّا قراءَة الجرّ ففيها وجهان أيضًا، أحدهما -وهو الصحيح- أنَّه نعت للمؤمنين. والثاني -وهو قول المبرّد- أنَّه بدل منه، بناءً على أنَّه نكرة فلا تُنعت به المعرفة (٢).

وعلى الأقوال كلّها فهو مُفهِم (٣) معني الاستثناءِ، وأنَّ نفيَ التسوية غيرُ مسلَّط على ما أضيف إليه "غير" (٤). وقوله: {فَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً} (٥) هو مبيّن لمعني نفي المساواة. قالوا: والمعنى فضَّل اللَّه المجاهدين على القاعدين (٦) من أولي الضرر درجةً واحدةً لامتيازه عنه (٧) بالجهاد بنفسه وماله. ثمَّ أخبر سبحانه أنَّ الفريقين كليهما موعود بالحسنى فقال: {وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى} أي: المجاهد والقاعد المضرور، لاشتراكهم (٨) في الإيمان.


(١) انظر: بدائع الفوائد (٤٣٢).
(٢) "البدليّةِ" أحد الوجوه التي ذكرها المبرّد في قوله تعالى: {غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ} [الفاتحة/ ٧]. وذكر منها أيضًا أنها نعت "للذين، لأنّها مضافة إلى معرفة" المقتضب (٤/ ٤٢٣). هذا مع قوله في ص (٢٨٨) بأن غيرًا لا تتعرّف بالإضافة. وانظر في الردّ على كون "غير" بدلًا: بدائع الفوائد (٤٢٩).
(٣) "ط": "مفهوم"، تحريف.
(٤) "ط": "غيره"، خطأ.
(٥) "بأموالهم وأنفسهم" ساقط من الأصل وغيره.
(٦) كذا في الأصل وغيره. وفي "ط": "المجاهد على القاعد". غيّره لأجل الضمائر الآتية المفردة.
(٧) أي: لامتياز الفريق الأول عن الفريق الثاني.
(٨) كذا في الأصل وغيره. وفي "ط": "لاشتراكهما".