للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فهاتان اثنتان (١).

وقيل: الدرجات سبعون درجة، ما بين الدرجتين حُضْرُ الفرَس الجواد المضمَّر سبعين سنة (٢).

والصحيح أنَّ الدرجات هي المذكورة في حديث أبي هريرة الذي رواه البخاري (٣) في صحيحه عنه (٤) عن النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- أنَّه قال: "من آمن باللَّه ورسوله وأقام الصلاة وصام رمضان فإنَّ حقًّا على اللَّه أن يُدخله الجنَّة، هاجر في سبيل اللَّه أو جلس في أرضه التي ولد فيها" قالوا: يا رسول اللَّه، أفلا نخبر الناس بذلك؟ قال: "إنَّ في الجنة مائة درجة أعدَّها اللَّهُ للمجاهدين في سبيله، كلّ درجتين كما بين السماء والأرض. فإذا سألتم اللَّه فاسألوه الفردوس فإنَّه أوسط الجنَّة وأعلى الجنَّة، وفوقه عرش الرحمن، ومنه تَفَجَّرُ أنهار الجنة".

قالوا: وجعل سبحانه التفضيل الأوَّل بدرجةٍ فقط، وجعله ههنا بدرجاتٍ ومغفرة ورحمة، وهذا يدلّ على أنَّه تفضيل (٥) على غير أولي الضرر. فهذا تقرير هذا القول وإيضاحه.

ولكن يبقى (٦) أن يقال: إذا كان المجاهدون أفضل من القاعدين مطلقًا لزم أن لا يستوي مجاهد وقاعد مطلقًا، فلا يبقى في تقييد


(١) تفسير الطبري (٩/ ٩٨). وحُضْر الفرس: عَدْوه.
(٢) المصدر السابق (٩/ ٩٨).
(٣) في كتاب الجهاد (٢٧٩٠).
(٤) "عنه" ساقط من "ك، ط".
(٥) "ك، ط": "يفضل".
(٦) "ك، ط": "بقي".