للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ذكر اللَّه فلا يذكرونه إلَّا قليلًا، وأنّهم حزب الشيطان، وأنّهم يوادّون من حادّ اللَّه ورسوله، وبأنّهم يتمنّون ما يُحنِت المؤمنين ويشقّ عليهم، وأن البغضاءَ تبدو لهم من أفواههم وعلى فلتات ألسنتهم، وأَنّهم (١) يقولون بأفواههم ما ليس في قلوبهم.

ومن صفاتهم التي وصفهم بها رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: الكذب في الحديث، والخيانة في الأمانة، والغدر عند العهد، والفجور عند الخصام، والخلف عند الوعد (٢)؛ وتأخير الصلاة إلى آخر وقتها، ونَقْرُها عجلةً وإسراعًا، وترك حضورها جماعةً، وأن أثقل الصلوات عليهم الصبح والعشاءُ (٣).

ومن صفاتهم التي وصفهم اللَّه بها: الشحّ على المؤمنين بالخير، والجبن عند الخوف، فإذا ذهب الخوف وجاءَ الأمن سلقوا المؤمنين بألسنة حداد، فهم أحدّ الناس ألسنةً عليهم، كما قيل:

جهلًا علينا وجبنًا عن عدوّكمُ ... لبئست الخَلّتان الجهلُ والجبنُ (٤)

وأنّهم عند المخاوف تظهر كمائن صدورهم ومُخبّآتها. وأمّا عند


(١) "ك، ط": "وبأنهم".
(٢) يشير إلى ما أخرجه البخاري (٣٣، ٣٤) ومسلم (٥٨، ٥٩) في كتاب الإيمان من حديث أبي هريرة وعبد اللَّه بن عمرو رضي اللَّه عنهم.
(٣) يشير إلى ما أخرجه البخاري في كتاب الأذان (٦٥٧) ومسلم في كتاب المساجد (٦٥١) من حديث أبي هريرة رضي اللَّه عنه.
(٤) من قصيدة لقعنب بن أمّ صاحب -من شعراء الدولة الأموية- أوردها ابن الشجري في مختاراته (٥٠)، والرواية: "عن عدوّهم". وفي الزهرة (٦٢٨) وأمثال العسكري (١/ ١٠٤): "عدوّكم" كما هنا.