للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

صُرِفَ فِي قِتَالِ أَعْدَائِكُمْ مِنَ الْكَفَرَةِ، قَبَّحَهُمُ اللَّهُ وَلَعَنَهُمْ.

وَكَتَبَ بِذَلِكَ إِلَى سَائِرِ مَمَالِكِهِ وَبُلْدَانِ سُلْطَانِهِ، وَأَمَرَ الْوُعَّاظَ أَنْ يَسْتَحِلُّوا لَهُ مِنَ التُّجَّارِ لِنُورِ الدِّينِ، وَكَانَ يَقُولُ فِي سُجُودِهِ: اللَّهُمَّ ارْحَمِ الْعَشَّارَ الْمَكَّاسَ. وَقِيلَ: إِنَّ بُرْهَانَ الدِّينِ الْبَلْخِيَّ أَنْكَرَ عَلَى الْمَلِكِ نُورِ الدِّينِ فِي اسْتِعَانَتِهِ فِي الْحُرُوبِ بِأَمْوَالِ الْمُكُوسِ، وَقَالَ: كَيْفَ تُنْصَرُونَ وَفِي عَسَاكِرِكُمُ الْخُمُورُ وَالطُّبُولُ وَالزَّمُورُ؟! وَيُقَالُ: إِنَّ سَبَبَ وَضْعِهِ الْمُكُوسَ عَنِ النَّاسِ أَنَّ الْوَاعِظَ أَبَا عُثْمَانَ الْمُنْتَخَبَ بْنَ أَبِي مُحَمَّدٍ الْوَاسِطِيَّ - وَكَانَ مِنَ الصَّالِحِينَ الْكِبَارِ - أَنْشَدَ نُورَ الدِّينِ:

مَثِّلْ وُقُوفَكَ أَيُّهَا الْمَغْرُورُ … يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاءُ تَمُورُ

إِنْ قِيلَ نُورُ الدِّينِ رُحْتَ مُسَلِّمًا … فَاحْذَرْ بِأَنْ تَبْقَى وَمَا لَكَ نُورُ

أَنْهَيْتَ عَنْ شُرْبِ الْخُمُورِ وَأَنْتَ مِنْ … كَأْسِ الْمَظَالِمِ طَافِحٌ مَخْمُورُ

عَطَّلْتَ كَاسَاتِ الْمُدَامِ تَعَفُّفًا … وَعَلَيْكَ كَاسَاتُ الْحَرَامِ تَدُورُ

مَاذَا تَقُولُ إِذَا نُقِلْتَ إِلَى الْبِلَى … فَرْدًا وَجَاءَكَ مُنْكَرٌ وَنَكِيرُ

وَتَعَلَّقَتْ فَيكَ الْخُصُومُ وَأَنْتَ فِي … يَوْمِ الْحِسَابِ مُسَحَّبٌ مَجْرُورُ

وَتَفَرَّقَتْ عَنْكَ الْجُنُودُ وَأَنْتَ فِي … ضِيقِ اللُّحُودِ مُوَسَّدٌ مَقْبُورُ

وَوَدِدْتَ أَنَّكَ مَا وَلِيتَ وِلَايَةً … يَوْمًا وَلَا قَالَ الْأَنَامُ أَمِيرُ

<<  <  ج: ص:  >  >>