للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَاحِدَةً، ثُمَّ نُزِعَ مِنْهُ الْمُلْكُ أَيْضًا، وَصَارَ إِلَى عَمِّهِ كَيْخَسْرُو.

وَفِيهَا قُتِلَ خَلْقٌ كَثِيرٌ مِنَ الْبَاطِنِيَّةِ بِوَاسِطٍ؛ وَلِلَّهِ الْحَمْدُ.

قَالَ ابْنُ الْأَثِيرِ: وَفِي رَجَبٍ اجْتَمَعَ جَمَاعَةٌ مِنَ الصُّوفِيَّةِ بِرِبَاطٍ بِبَغْدَادَ فِي سَمَاعٍ، فَأَنْشَدَهُمُ الْحَادِي، وَهُوَ الْجَمَّالُ الْحِلِّيُّ:

عُوَيْذِلَتِي أَقْصِرِي كَفَى بِمَشِيبِي عَذَلْ … شَبَابٌ كَأَنْ لَمْ يَكُنْ

وَشِيبٌ كَأَنْ لَمْ يَزَلْ … وَحَقِّ لَيَالِي الْوِصَالِ

أَوَاخِرُهَا وَالْأُوَلْ … وَصُفْرَةُ لَوَنِ الْمُحِبِّ

عِنْدَ اسْتِمَاعِ الْعَذَلْ … لَئِنْ عَادَ عَيْشِي بِكُمْ

حَلَا الْعَيْشُ لِي وَاتَّصَلْ

قَالَ: فَتَحَرَّكَ الصُّوفِيَّةُ عَلَى الْعَادَةِ فَتَوَاجَدَ مِنْ بَيْنِهِمْ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ: أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الرَّازِيُّ، فَخَرَّ مَغْشِيًّا عَلَيْهِ، فَحَرَّكُوهُ فَإِذَا هُوَ مَيِّتٌ. قَالَ: وَكَانَ رَجُلًا صَالِحًا، وَقَالَ ابْنُ السَّاعِي: كَانَ شَيْخًا صَالِحًا صَحِبَ الصَّدْرَ عَبْدَ الرَّحِيمِ شَيْخَ الشُّيُوخِ. فَشَهِدَ النَّاسُ جِنَازَتَهُ، وَدُفِنَ بِبَابِ أَبْرَزَ.

وَمِمَّنْ تُوُفِّيَ فِيهَا مِنَ الْأَعْيَانِ:

أَبُو مُحَمَّدٍ الْقَاسِمُ بَهَاءُ الدِّينٍ

الْحَافِظُ ابْنُ الْحَافِظِ أَبِي الْقَاسِمِ

<<  <  ج: ص:  >  >>