الْمَرَّةِ الْمُتَأَخِّرَةِ، وَانْزَاحَتِ النِّعْمَةُ عَنِ الدَّوَدَارِ نَاصِرِ الدِّينِ وَذَوِيهِ وَمَنْ يَلِيهِ.
وَفِي يَوْمِ الثُّلَاثَاءِ ثَامِنِ عِشْرِينَ ذِي الْقِعْدَةِ رُكِّبَ عَلَى الْكَعْبَةِ بَابٌ جَدِيدٌ أَرْسَلَهُ السُّلْطَانُ، مُرَصَّعًا مِنَ السَّنْطِ الْأَحْمَرِ كَأَنَّهُ آبِنُوسٌ، مُرَكَّبٌ عَلَيْهِ صَفَائِحُ مِنْ فِضَّةٍ زِنَتُهَا خَمْسَةٌ وَثَلَاثُونَ أَلْفًا وَثَلَاثُمِائَةٍ وَكَسْرٍ، وَقُلِعَ الْبَابُ الْعَتِيقُ، وَهُوَ مِنْ خَشَبِ السَّاسَمِ، وَعَلَيْهِ صَفَائِحُ تَسَلَّمَهَا بَنُو شَيْبَةَ، وَكَانَ زِنَتُهَا سِتِّينَ رَطْلًا، فَبَاعُوهَا كُلُّ دِرْهَمٍ بِدِرْهَمَيْنِ; لِأَجْلِ التَّبَرُّكِ، وَهَذَا خَطَأٌ، وَهُوَ رِبًا، وَكَانَ يَنْبَغِي أَنْ يَبِيعُوهَا بِالذَّهَبِ، لِئَلَّا يَحْصُلَ رِبًا فِي ذَلِكَ، وَتُرِكَ خَشَبُ الْبَابِ الْعَتِيقِ دَاخِلَ الْكَعْبَةِ، وَعَلَيْهِ اسْمُ صَاحِبِ الْيَمَنِ فِي الْفَرْدَتَيْنِ، وَاحِدَةٌ عَلَيْهَا: اللَّهُمَّ يَا وَلِيُّ، يَا عَلِيُّ، اغْفِرْ لِيُوسُفَ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَلِيٍّ.
وَمِمَّنْ تُوُفِّيَ فِيهَا مِنَ الْأَعْيَانِ: الشَّيْخُ الْعَالِمُ تَقِيُّ الدِّينِ مَحْمُودُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مَحْمُودِ بْنِ مُقْبِلٍ الدَّقُوقِيُّ أَبُو الثَّنَاءِ الْبَغْدَادِيُّ، مُحَدِّثُ بَغْدَادَ مُنْذُ خَمْسِينَ سَنَةً، يَقْرَأُ لَهُمُ الْحَدِيثَ، وَقَدْ وَلِيَ مَشْيَخَةَ الْمُسْتَنْصِرِيَّةِ، وَكَانَ ضَابِطًا مُحَصِّلًا بَارِعًا، وَكَانَ يَعِظُ وَيَتَكَلَّمُ فِي الْأَعْزِيَةِ وَالْأَهْنِيَةِ، وَكَانَ فَرْدًا فِي زَمَانِهِ وَبِلَادِهِ، ﵀، تُوُفِّيَ فِي الْمُحَرَّمِ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute