للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بْنِ رَسُولٍ

أَقَامَ فِي مَمْلَكَةِ الْيَمَنِ بَعْدَ أَبِيهِ سَبْعًا وَأَرْبَعِينَ سَنَةً، وَعَمَّرَ ثَمَانِينَ سَنَةً، وَكَانَ أَبُوهُ قَدْ وَلِيَ أَزْيَدَ مِنْ مُدَّةِ عِشْرِينَ سَنَةً بَعْدَ الْمَلِكِ أَقْسِيسَ بْنِ الْكَامِلِ مُحَمَّدٍ، وَكَانَ عُمَرُ بْنُ رَسُولٍ مُقَدَّمَ عَسَاكِرِ أَقْسِيسَ، فَلَمَّا مَاتَ أَقِسِيسُ وَثَبَ عَلَى الْمَلِكِ، فَتَمَّ لَهُ الْأَمْرُ، وَتَسَمَّى بِالْمَلِكِ الْمَنْصُورِ، وَاسْتَمَرَّ أَزْيَدَ مِنْ عِشْرِينَ سَنَةً، ثُمَّ ابْنُهُ الْمُظَفَّرُ سَبْعًا وَأَرْبَعِينَ سَنَةً، ثُمَّ قَامَ مِنْ بَعْدِهِ فِي الْمُلْكِ وَلَدُهُ الْمَلِكُ الْأَشْرَفُ مُمَهِّدُ الدِّينِ، فَلَمْ يَمْكُثْ سَنَةً حَتَّى مَاتَ، ثُمَّ قَامَ أَخُوهُ الْمُؤَيَّدُ هِزَبْرُ الدِّينِ دَاوُدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ، فَاسْتَمَرَّ فِي الْمُلْكِ مُدَّةً، وَكَانَتْ وَفَاةُ الْمَلِكِ الْمُظَفَّرِ الْمَذْكُورِ فِي رَجَبٍ مِنْ هَذِهِ السَّنَةِ، وَقَدْ جَاوَزَ الثَّمَانِينَ، وَكَانَ يُحِبُّ الْحَدِيثَ وَيَسْمَعُهُ، وَجَمَعَ لِنَفْسِهِ أَرْبَعِينَ حَدِيثًا.

شَرَفُ الدِّينِ الْمَقْدِسِيُّ، الشَّيْخُ الْإِمَامُ الْخَطِيبُ الْمُدَرِّسُ الْمُفْتِي: شَرَفُ الدِّينِ أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ الشَّيْخِ كَمَالِ الدِّينِ أَحْمَدَ بْنِ نِعْمَةَ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ حُسَيْنِ بْنِ حَمَّادٍ الْمَقْدِسِيُّ الشَّافِعِيُّ

وُلِدَ سَنَةَ ثِنْتَيْنِ وَعِشْرِينَ وَسِتِّمِائَةٍ، وَسَمِعَ الْكَثِيرَ، وَكَتَبَ حَسَنًا، وَصَنَّفَ فَأَجَادَ وَأَفَادَ، وَوَلِيَ الْقَضَاءَ نِيَابَةً بِدِمَشْقَ وَالتَّدْرِيسَ وَالْخَطَابَةَ بِدِمَشْقَ، وَكَانَ مُدَرِّسَ الْغَزَّالِيَّةِ وَدَارِ الْحَدِيثِ النُّورِيَّةِ مَعَ الْخَطَابَةِ، وَدَرَّسَ فِي وَقْتٍ بِالشَّامِيَّةِ الْبَرَّانِيَّةِ، وَأَذِنَ فِي الْإِفْتَاءِ لِجَمَاعَةٍ مِنَ الْفُضَلَاءِ; مِنْهُمُ الشَّيْخُ الْإِمَامُ الْعَلَّامَةُ شَيْخُ الْإِسْلَامِ أَبُو الْعَبَّاسِ ابْنُ تَيْمِيَةَ، وَكَانَ يَفْتَخِرُ بِذَلِكَ وَيَفْرَحُ بِهِ وَيَقُولُ: أَنَا أَذِنْتُ لِابْنِ تَيْمِيَةَ بِالْإِفْتَاءِ. وَكَانَ يُتْقِنُ فُنُونًا

<<  <  ج: ص:  >  >>