للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سَبْعٍ وَتِسْعِينَ سَنَةً، وَصَلَّى عَلَيْهِ ابْنُهُ الْمُرْتَضَى، وَدُفِنَ فِي مَشْهَدِ الْحُسَيْنِ.

وَقَدْ رَثَاهُ ابْنُهُ الْمُرْتَضَى هَذَا بِقَصِيدَةٍ حَسَنَةٍ قَوِيَّةِ الْمَنْزَعِ وَالْمَطْلَعِ مِنْهَا قَوْلُهُ:

سَلَامُ اللَّهِ تَنْقُلُهُ اللَّيَالِي ... وَيَهْدِيهِ الْغُدُوُّ إِلَى الرَّوَاحِ

عَلَى جَدَثٍ تَشَبَّثَ مِنْ لُؤَيٍّ ... بِيَنْبُوعِ الْعِبَادَةِ وَالصَّلَاحِ

فَتًى لَمْ يَرْوِ إِلَّا مِنْ حَلَالٍ ... وَلَمْ يَكُ زَادُهُ غَيْرَ الْمُبَاحِ

وَلَا دَنِسَتْ لَهُ إِزْرٌ بِوِزْرٍ ... وَلَا عَلِقَتْ لَهُ رَاحٌ بِرَاحِ

خَفِيفُ الظَّهْرِ مِنْ ثِقْلِ الْخَطَايَا ... وَعُرْيَانُ الْجَوَانِحِ مِنْ جَنَاحِ

مَشُوقٌ فِي الْأُمُورِ إِلَى عُلَاهَا ... وَمَدْلُولٌ عَلَى بَابِ النَّجَاحِ

مِنَ الْقَوْمِ الَّذِينَ لَهُمْ قُلُوبٌ ... بِذِكْرِ اللَّهِ عَامِرَةُ النَّوَاحِ

بِأَجْسَامٍ مِنَ التَّقْوَى مِرَاضٍ ... لِمُبْصِرِهَا وَأَدْيَانٍ صِحَاحِ

رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى وَرَضِيَ عَنْهُ وَتَجَاوَزَ بِمَنِّهِ وَكَرَمِهِ.

الْحَجَّاجُ بْنُ هُرْمُزَ، أَبُو جَعْفَرٍ

نَائِبُ بَهَاءِ الدَّوْلَةِ عَلَى الْعِرَاقِ، وَكَانَ يَنْتَدِبُهُ لِقِتَالِ الْأَعْرَابِ وَالْأَكْرَادِ، وَكَانَ مِنَ الْمُقَدَّمِينَ عَلَى عَهْدِ عَضُدِ الدَّوْلَةِ، وَكَانَتْ لَهُ خِبْرَةٌ تَامَّةٌ بِالْحَرْبِ، وَحُرْمَةٌ شَدِيدَةٌ، وَشُجَاعَةٌ وَافِرَةٌ، وَهِمَّةٌ عَالِيَةٌ، وَآرَاءٌ سَدِيدَةٌ.

وَلَمَّا خَرَجَ مِنْ بَغْدَادَ فِي سَنَةِ ثِنْتَيْنِ وَتِسْعِينَ وَثَلَاثِمِائَةٍ كَثُرَتْ بِهَا الْفِتَنُ وَالشُّرُورُ، وَكَانَتْ وَفَاتُهُ بِالْأَهْوَازِ فِي هَذِهِ السَّنَةِ عَنْ مِائَةِ سَنَةٍ وَخَمْسِ سِنِينَ، رَحِمَهُ اللَّهُ.

<<  <  ج: ص:  >  >>