للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثُمَّ دَخَلَتْ سَنَةُ تِسْعٍ وَسَبْعِينَ وَمِائَتَيْنِ

فِي أَوَاخِرِ الْمُحَرَّمِ مِنْهَا خُلِعَ جَعْفَرٌ الْمُفَوَّضُ مِنَ الْعَهْدِ، وَاسْتَقَلَّ بِوِلَايَةِ الْعَهْدِ مِنْ بَعْدِ الْمُعْتَمِدُ أَبُو الْعَبَّاسِ ابْنُ الْمُوَفَّقِ، وَلُقِّبَ بِالْمُعْتَضِدِ، وَجُعِلَ إِلَيْهِ السَّلْطَنَةُ كَمَا كَانَ أَبُوهُ، وَخَطْبَ بِذَلِكَ الْمُعْتَمِدُ عَلَى رُءُوسِ الْأَشْهَادِ، وَكَانَ يَوْمًا مَشْهُودًا، فَفِي ذَلِكَ يَقُولُ يَحْيَى بْنُ عَلِيٍّ يُهَنِّئُ الْمُعْتَضِدَ:

لِيَهْنِكَ عَقْدٌ أَنْتَ فِيهِ الْمُقَدَّمُ … حَبَاكَ بِهِ رَبٌّ بِفَضْلِكَ أَعْلَمُ

فَإِنْ كُنْتَ قَدْ أَصْبَحَتْ وَالِيَ عَهْدِنَا … فَأَنْتَ غَدًا فِينَا الْإِمَامُ الْمُعَظَّمُ

وَلَا زَالَ مَنْ وَالَاكَ فِينِا مُبَلَّغًا … مُنَاهُ وَمَنْ عَادَاكَ يَشْجَى وَيَنْدَمُ

وَكَانَ عَمُودُ الدِّينِ فِيهِ تَأَوُّدٌ … فَعَادَ بِهَذَا الْعَهْدِ وَهْوَ مُقَوَّمُ

وَأَصْبَحَ وَجْهُ الْمُلْكِ جَذْلَانَ ضَاحِكًا … يُضِيءُ لَنَا مِنْهُ الَّذِي كَانَ يُظْلِمُ

فَدُونَكَ فَاشْدُدْ عَقْدَ مَا قَدْ حَوَيْتَهُ … فَإِنَّكَ دُونَ النَّاسِ فِيهِ الْمُحَكَّمُ

وَفِيهَا نُودِيَ بِبَغْدَادَ أَنْ لَا يُمَكَّنَ أَحَدٌ مِنَ الْقُصَّاصِ وَالطُّرُقِيَّةِ وَالْمُنَجِّمِينَ وَمَنْ أَشْبَهَهُمْ مِنَ الْجُلُوسِ فِي الْمَسَاجِدِ وَلَا فِي الطُّرُقَاتِ وَأَنْ لَا تُبَاعَ كُتُبُ الْكَلَامِ

<<  <  ج: ص:  >  >>