للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عَلَى مَا فَعَلَ مِنَ الْخَيْرِ إِلَى الْمُسْلِمِينَ، وَعَلَى تَخْرِيبِهِ بَلَدَ بَابَكَ الَّتِي يُقَالُ لَهَا الْبَذُّ وَتَرْكِهِ إِيَّاهَا يَبَابًا خَرَابًا، فَقَالُوا فِي ذَلِكَ فَأَحْسَنُوا، وَكَانَ مِنْ جُمْلَتِهِمْ أَبُو تَمَامٍ الطَّائِيُّ، وَقَدْ أَوْرَدَ قَصِيدَتَهُ بِتَمَامِهَا الْإِمَامُ أَبُو جَعْفَرٍ رَحِمَهُ اللَّهُ فِي " " تَارِيخِهِ " "، وَهِيَ قَوْلُهُ:

بَذَّ الْجِلَادُ فَهُوَ دَفِينُ ... مَا إِنْ بِهِ إِلَّا الْوُحُوشَ قَطِينُ

لَمْ يُقْرَ هَذَا السَّيْفُ هَذَا الصَّبْرَ فِي ... هَيْجَاءَ إِلَّا عَزَّ هَذَا الدِّينُ

قَدْ كَانَ عُذْرَةَ سُؤْدَدٍ فَافْتَضَّهَا بِالسَّيْفِ فَحْلُ الْمَشرِقِ الْأَفْشِينُ ... فَأَعَادَهَا تَعْوِي الثَّعَالِبُ وَسْطَهَا

وَلَقَدْ تُرَى بِالْأَمْسِ وَهِيَ عَرِينُ ... هَطَلَتْ عَلَيْهَا مِنْ جَمَاجِمِ أَهْلِهَا

دِيَمٌ أَمَارَتْهَا طُلًى وَشُئُونُ ... كَانَتْ مِنَ الْمُهْجَاتِ قَبْلَ ذَاكَ مَفَازَةً

عَسِرًا فَأَمْسَتْ وَهِيَ مِنْهُ مَعِينُ

وَفِي هَذِهِ السَّنَةِ أَعْنِي سَنَةَ ثَلَاثٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَتَيْنِ أَوْقَعَ مَلِكُ الرُّومِ تَوْفِيلُ بْنُ مِيخَائِيلَ لَعَنَهُ اللَّهُ بِأَهْلِ مَلَطْيَةَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ وَمَا وَالَاهَا مَلْحَمَةً عَظِيمَةً قَتَلَ فِيهَا مِنْهُمْ خَلْقًا كَثِيرًا مِنَ الْمُسْلِمِينَ، وَأَسَرَ مَا لَا يُحْصَوْنَ كَثْرَةً، وَكَانَ مِنْ

<<  <  ج: ص:  >  >>