للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أَنَّ ذَلِكَ كَرَامَةٌ، وَأَنَّ هَذَا الطَّعَامَ مِنَ الْجَنَّةِ، فَكَتَمَهُ زَمَانًا، وَجَعَلَ يُنْشِدُ:

مَنْ أَطْلَعُوهُ عَلَى سِرٍّ فَبَاحَ بِهِ ... لَمْ يَأْمَنُوهُ عَلَى الْأَسْرَارِ مَا عَاشَا

فَلَمَّا كَانَ فِي بَعْضِ الْأَيَّامِ ذَاكَرَهُ ابْنُ الْعَلَّافِ فِي أَمْرِهِ، وَقَالَ: أَرَاكَ قَدْ سَمِنْتَ، فَمَا هَذَا الْأَمْرُ وَأَنْتَ رَجُلٌ فَقِيرٌ؟ فَجَعَلَ يُلَوِّحُ وَلَا يُصَرِّحُ، وَيُكَنِّي وَلَا يُفْصِحُ، ثُمَّ أَخْبَرَهُ أَنَّهُ يَجِدُ كُلَّ يَوْمٍ فِي خِزَانَتِهِ مِنْ طَعَامِ الْجَنَّةِ مَا يَكْفِيهِ. فَقَالَ لَهُ: ادْعُ لِابْنِ الْمُسْلِمَةِ، فَإِنَّهُ الَّذِي يَفْعَلُ مَعَكَ ذَلِكَ، وَشَرَحَ لَهُ صُورَةَ الْحَالِ، فَانْكَسَرَ وَلَمْ يُعْجِبْهُ ذَلِكَ.

عَلِيُّ بْنُ مَحْمُودِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَاخُرَّةَ، أَبُو الْحَسَنِ الزَّوْزَنِيُّ

شَيْخُ الصُّوفِيَّةِ وَإِلَيْهِ يُنْسَبُ رِبَاطُ الزَّوْزَنِيِّ، وَقَدْ كَانَ بُنِيَ لِأَبِي الْحَسَنِ الْحُصَرِيِّ شَيْخِهِ، وَقَدْ صَحِبَ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيَّ، وَقَالَ: صَحِبْتُ أَلْفَ شَيْخٍ، وَأَحْفَظُ عَنْ كُلِّ شَيْخٍ حِكَايَةً. تُوُفِّيَ فِي رَمَضَانَ عَنْ خَمْسٍ وَثَمَانِينَ سَنَةً

مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْفَتْحِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ أَبُو طَالِبٍ الْحَرْبِيُّ

الْمَعْرُوفُ بِالْعُشَارِيِّ، وَإِنَّمَا قِيلَ لَهُ ذَلِكَ ; لِطُولِ جَسَدِهِ، وَقَدْ سَمِعَ الدَّارَقُطْنِيَّ وَغَيْرَهُ،

<<  <  ج: ص:  >  >>