للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يَا مَعْشَرَ الْأَعْرَابِ لَا تَقْنَطُوا ... خُذُوا عَطَايَاكُمْ وَلَا تَسْخَطُوا

فَسَوْفَ يُعْطِيكُمْ حُنَيْنِيَّةً ... لَا تَدْخُلُ الْكِيسَ وَلَا تُرْبَطُ

وَالْمَعْبَدِيَّاتُ لِقُوَّادِكُمْ ... وَمَا بِهَذَا أَحَدٌ يُغْبَطُ

فَهَكَذَا يَرْزُقُ أَصْحَابَهُ ... خَلِيفَةٌ مُصْحَفُهُ الْبَرْبَطُ

وَكَتَبَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمَهْدِيِّ إِلَى ابْنِ أَخِيهِ الْمَأْمُونِ حِينَ طَالَ عَلَيْهِ الِاخْتِفَاءُ: وَلِيُّ الثَّأْرِ مُحَكَّمٌ فِي الْقِصَاصِ، وَالْعَفْوُ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى، وَقَدْ جَعَلَ اللَّهُ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ فَوْقَ كُلِّ ذِي عَفْوٍ، كَمَا جَعَلَ كُلَّ ذِي ذَنْبٍ دُونَهُ فَإِنْ عَفَا فَبِفَضْلِهِ، وَإِنْ عَاقَبَ فَبِحَقِّهِ.

فَوَقَّعَ الْمَأْمُونُ فِي جَوَابِ ذَلِكَ: الْقُدْرَةُ تُذْهِبُ الْحَفِيظَةَ، وَكَفَى بِالنَّدَمِ إِنَابَةً، وَعَفْوُ اللَّهِ أَوْسَعُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ.

وَلَمَّا دَخَلَ إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ أَنْشَأَ يَقُولُ:

إِنْ أَكُنْ مُذْنِبًا فَحَظِّيَ أَخْطَأْ ... تُ فَدَعْ عَنْكَ كَثْرَةَ التَّأْنِيبْ

قُلْ كَمَا قَالَ يُوسُفُ لِبَنِي يعَ ... قُوبَ لَمَّا أَتَوْهُ لَا تَثْرِيبْ

فَقَالَ الْمَأْمُونُ: لَا تَثْرِيبَ.

وَرَوَى الْخَطِيبُ الْبَغْدَادِيُّ أَنَّ إِبْرَاهِيمَ بْنَ الْمَهْدِيِّ لَمَّا وَقَفَ بَيْنَ يَدَيِ الْمَأْمُونِ

<<  <  ج: ص:  >  >>